بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 آب 2020 12:08م نواف سلام يتصدّر «افتراضيًا» ويتداول سياسيًا.. فهل يكون «كاظمي لبنان»؟

حجم الخط
رحلت حكومة «تمرير الوقت»، سرّعت دماء ضحايا الوطن بهلاكها، وأطلق الرئيس ايمانويل ماكرون عليها رصاصة فرنسية بسلاح «متعدّد الجنسيات»، إلا أن الـ«لا ثقة» الشعبية باتت تعتبر اسقاط الحكومات نوعًا من «مورفين الشعوب».

في خبايا بيوت السياسة اللبنانية، تنشط المشاورات مجددًا، وسرعان ما يعود بريق الخليلين (علي حسن خليل وحسين خليل) ليلمع مع كل فترة تسبق الإستشارات النيابية لاختيار رئيس مكلّف.

تواجد ليل أمس الخليلان باجتماع حضره الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل، وأكد المجتمعون على وجوب الإسراع بتشكيل حكومة جديدة «غير حيادية» لأن هذه التجربة أثبتت فشلها.

طُرح في هذه الأمسية اسم نواف سلام مجددًا، أبدى كل من بري والخليلين اعتراضًا، فيما لم يبد باسيل اي اعتراض بعدما كان وافق في السابق على الاسم الذي كان أول من طرحه سياسيًا الرئيس سعد الحريري، عقب استقالة حكومته الأخيرة.

أسهم المرشحين ترتفع وتنخفض بحسب الجو الدولي، فالكل يعلم يقينًا اليوم أن «لبنان ليس وحيدًا» سياسيًا، وتشير الأوساط السياسية الى أن اسم سلام يحظى بتوافق دولي، إضافة الى تداول اسم الحريري مجددًا أو من يسمّيه لرئاسة الحكومة، التي قد تولد قبل زيارة ماكرون مطلع أيلول المقبل.

اسم سلام برز مع سطوع نجم «الانتفاضة الشعبية» في 17 تشرين، حيث رأى فيه «الثائرون» رجلًا بتاريخ حافل دبلوماسيًا وقانونيًا ودوليًا، وابن عائلة لبنانية سياسية عريقة، وهو الأستاذ الجامعي الذي يشغل منصب قاضي في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وكان قد شغل منصب سفير ومندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك بين تموز 2007 وكانون الأول 2017.

وعاد التداول باسمه لمنصب الرئاسة الثالثة فور اعلان الرئيس حسان دياب استقالة حكومته، حيث تصدّر اسمه قائمة الأكثر رواجًا على تويتر لبنان، مسجلًا آلاف التغريدات المعلّقة على هذا الخيار.

بعض أنصار «الثنائي الشيعي» أعادوا تكرار رفضهم لهذا الطرح، في حين نشر آخرون السيرة الذاتية «الغنية» لسلام، وطالبوا باعتماده رئيسًا للحكومة، واعتبروه «رجل المرحلة»، و«الرجل المناسب في المكان المناسب».

وتخوّف البعض من أن يكون طرح اسم سلام لـ«حرقه»، حيث كتب أحد الناشطين: "المهم اذا تم تسميته لرئاسة الحكومة ما يتم حرقه من قبل الطبقة السياسية وتشويه مسيرته وتدميرها على حساب مصالح الاحزاب واجنداتهم يللي دمرت البلد واوصلته للحضيض. في كتير شخصيات لبنانية بتنجح بالخارج وبتم تفشيلها بالداخل".

التغريدات الرافضة لاسم سلام تربط منصبه الحالي والسابق بقوة العلاقات التي تجمعه مع الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، في حين ذهب البعض لربط ما حصل في العراق على الصعيد الحكومي بما سوف يحصل في لبنان، مشبّهين خصال نواف سلام بمواصفات مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق الحالي، فهل نشهد على سيناريو مشابه؟