بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2020 12:00ص هل تخفف مشاركة آلام المصابين معاناتهم

من الدمار في الحانة من الدمار في الحانة
حجم الخط
آمل أن أستطيع في كتاباتي هذه أن أساهم ولو بالقليل في تخفيف وتقاسم معاناة المصابين والمتضررين  في جريمة تفجير المرفأ الشنيعة والتي لا تستطيع أي عبارات أن تخفف من فظاعتها.
التقيت اليوم أحد ضحايا الإنفجار المشؤوم، السيد جان شديد الحايك وهو من المتضررين بحانته وصالته وبيته في شارع الجميزة الرئيسي الذي شاركني  قصته:
أول ما قام به بعد الإنفجار توجه الى منطقة مار مخايل للإطمئنان على خطيبته التي تسكن هناك فوجدها على قيد الحياة تحت الركام، وكذلك والدها المصاب برأسه، فحملها وبدأ بالتفتيش عن مستشفى وكانت مستشفيات الأشرفية مدمّرة ومكتظة بالجرحى فأخذها الى مستشفى بيت شباب، وفي اليوم التالي أحضرها الى أوتيل ديو حيث خضعت لعملية جراحية بشرايين يدها في الباحة العامة نظرا لاكتظاظ المستشفى وعدم قدرتها لاستيعاب المزيد.
بيت خطيبته لم يعد موجودا، دُمّر بالكامل، وهي لا تزال بالمستشفى ويصلي لشفائها، أما حانته في الجميزة فقد أصابتها أضرار بالغة كما هو ظاهر في الصورة، وكذلك منزله وهم يطلبون زجاج وخشب بشكل عاجل يسمح لهم بتسكير الحد الأدنى من أملاكهم.
من يعّوض على هذه العائلات المنكوبة؟ من يتحمل مسؤولية هذا الإجرام الذي لم يعرفه لبنان في تاريخه؟ 
مع كل هذا فإن الإصرار الذي رأيته بعيون جان للنهوض مجددا، جعلني أشعر بالفخر به كمواطن لبناني، وقد تبّنت جمعية «شعبي مسؤوليتي» التي تأسست عام 2019 برئاسة الأستاذ عفيف عيّاد ترميم صالته مباشرة، وإعادتها الى الحياة في أقصر مدة ممكنة وترميم 3 شقق إضافية في شارع الجميزة الرئيسي.
وقد انطلقت هذه الجمعية بمبادرة فردية من شباب وصبايا لبنان من كل المناطق بهدف تطوير وتحسين الحياة المعيشية للبنانيين المحتاجين عبر حملات فعّالة من 130 متطوّعا من كل المناطق. وكانوا من أوائل الفعاّلين مع غيرهم في هذا الإنفجار حيث بدأوا العمل بالمساعدة في المستشفيات، ثم تنظيف الشوارع، ثم تبني إعادة ترميم بعض الأبنية وهم يتلقون الدعم بشكل خاص من اللبنانيين في الداخل والمنتشرين في كل دول العالم.
بوركت كل الأيادي البيضاء، بوركتم يا أبناء لبنان بوعيكم وتضامنكم.
رسالتي لك يا سيد جان شديد الحايك ومن خلالك الى كل شباب الوطن والمصابين والمتألمين في هذا البلد المعذّب، أننا لن نيأس أبدا مهما بلغت الصعاب، سنكون الى جانبك والى جانب كل مواطن، لأن لبنانيتنا تفرض علينا الأصالة والوحدة والتكتّل والمحبة وكل هذه الأمور بالإضافة الى شفاعة قديسينا هي أساس تخطينا لكل اليأس، ونعدك أن بيروت ستنهض كعادتها مجددا إن شاء الله بوحدتنا جميعا.