بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تموز 2020 11:18ص هل تنجح إدارة ترامب في تعديل مهام «اليونيفيل» في لبنان؟

فيلتمان: «اليونيفيل» في لبنان تسد فراغًا سيملؤه «أهل السوء» في غيابها

حجم الخط
اعتبر كبير مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا، وسفير الولايات المتحدة لدى لبنان السابق جيفري فيلتمان أن قوات اليونيفيل تقدّم استقرارًا يخدم الجميع، اللبنانيين والإسرائليين.

وأكد خلال مقابلة له على قناة الجزيرة، أنه "ليس هناك من يريد حربًا في الشرق الأوسط".

وفي الحديث عن اليونيفيل، قال فيلتمان أنه من الممكن تقسيمها الى مرحلتين، فاليونيفيل القديمة التي تم تشكيلها لمراقبة انسحاب اسرائيل من لبنان عام 1978، وكانت بتعداد نحو 2000 جندي، واستمرت حتى حرب تموز 2006، وبعد هذه الحرب، نظر أعضاء مجلس الأمن في طريقة لعدم قيام حرب أخرى وعززوا قوات اليونيفيل.

ورأى فيلتمان أن اليونيفيل دخلت بمرحلة جديدة منذ تلك الحرب، مقارنة بما كانت عليه، لأنها أكثر عددًا وبصلاحيات أوسع، وبمهمات مختلفة، لتساعد الحكومة اللبنانية لفرض سلطتها في الجنوب.

وعن أهمية اليونيفيل، وعزم الإدارة الأميركية الحالية على تعديل مهامها لتشمل تفتيش مواقع «حزب الله»، لفت فيلتمان الى أنه يتفهم الاحباط الذي يشعر به الجميع حيال اليونيفيل، فاللبنانيون يشعرون بالاحباط لأن القوات الدولية لم تستطع وضع حد للخروقات الاسرائيلية لسيادة لبنان، وخصوصًا بالجو، ولأنها لم تقدر على اجبار اسرائيل على الانسحاب من قرية الغجر التي تعتبرها الأمم المتحدة أرضًا لبنانية.

وأشار الى أن الاسرائيليين يشعرون بالاحباط أيضًا، بحيث لم تستطع اليونيفيل وضع حد للأنفاق التي يحفرها حزب الله تحت الخط الأزرق، ثم الولايات المتحدة التي تريد نتاج استثمارها، فاليونيفيل تكلّف أكثر من 500 مليون دولار في العام، تدفع أميركا نحو 27% منها.

وبعد عرض ما أسماها بالإحباطات المتعددة، سأل فيلتمان: ما هو الوضع على الخط الأزرق لو لم يكن هناك يونيفيل؟ وقال: "بنظري أن اليونيفيل تقدّم استقرارًا يخدم الجميع، اللبنانيين والإسرائليين، وليس هناك من يريد حربًا أخرى في الشرق الأوسط، هذا استثمار جدير بالاستمرار، وقد طلبت الحكومة اللبنانية رسميًا من مجلس الأمن تجديد مهمة يونيفيل ولهم مصلحة في ذلك".

وأمل فيلتمان أن تكون هناك وسيلة لتجاوز تلك الاحباطات، قائلًا: "لنكن واضحين، إن مهمة اليونيفيل تقع تحت الفصل السادس الخاص بموافقة الدول المعنية، لبنان اسرائيل والدول الممولة، مشيرًا الى أنه "من غير المعقول توقع أن تقوم يونيفيل باجبار اسرائيل على الانسحاب من الغجر، أو منع اسرائيل من اختراق الأجواء اللبنانية، أو نزع سلاح حزب الله.

وقال: "علينا أن نكون واقعيين في ما يمكن أن تقدر عليه اليونيفيل، وهو اعطاء قدر من الاستقرار لتلك المنطقة المضطربة".

هل يفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي تعديل لمهام اليونيفيل في لبنان؟
في هذا الشأن، لفت فيلتمان الى أن اليونيفيل تعمل بمبدأ موافقة الدول المعنية، موافقة لبنان الذي يطلب سنويًا من مجلس الأمن تمديد المهمة، ولمجلس الأمن صلاحية وقف هذا التجديد، أو اذا كان هناك استعمال لحق «الفيتو».

أما عن تعديل المهمات، اعتبر فيلتمان أن "التعديل ليخدم مصلحة طرف سيكون صعب، فكيف ستحصل على موافقة 15 عضوًا في مجلس الأمن، أو أغلبية 9 أعضاء، وموافقة الدول الدائمة العضوية لتصوت لصالح تغيير المهام لتخدم مصلحة طرف واحد"؟

وأكد أن المشكلة ليست بما اذا كانت ادارة ترامب ستجعل اليونيفيل أن تقوم بما تريده، فالجواب هو لا، لكن الادارة لا تريد حربًا أخرى، ويونيفيل تعمل على ذلك، لكنها تحاول اقامة منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق وخط الليطاني، ونظرًا لكونها لم تستطع القيام بهذه المهام، طلبت الحكومة الأميركية العام الماضي من أمين عام الأمم المتحدة النظر في تعزيز نجاعة القوات لأنها غير قادرة على تنفيذ مهامها".

وقال: "هناك واجب على الجانب اللبناني لم يقم به، بحيث لم يتم انتشار الجيش في الجنوب بالعدد المطلوب (15 ألف جندي لبناني، و15 ألف من قوات اليونيفيل)، أما تغيير المهام أو عدم الحاجة الى القوات الدولية أو تخفيض عديدها، فيمكن أن يتم اذا مارست الحكومة اللبنانية سيادتها على أرضها، وذلك ما لم يحدث".

مضيفًا: "نشعر بتشاؤم لما يعيشه لبنان من أزمات، فغياب سلطة الدولة في الجنوب، يجعل اليونيفيل تسد فراغًا سيملؤه «أهل السوء» في غيابها".

ولفت الى أن الولايات المتحدة تقول للبنان اليوم "فلتقم بما تريد وسنرى كيف يمكننا المساعدة"، فعلى اللبنانيين أن يعوا بوضوح ما سيحصلوا عليه من دعم من الولايات المتحدة وصندوق النقد اذا قاموا بخطوات محددة، فالدعم مشروط بقيام اللبنانيين بتلك الخطوات".

إعداد «اللواء»