بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 كانون الأول 2019 03:47م هل من حلٍّ قريب لأزمة النازحين السوريين؟

حجم الخط

فيما أكد نائب رئيس البرلمان الأوروبي فابيو ماسيمو كاستالدو أن الإتحاد الأورروبي لم يؤيد قط توطين اللاجئين السوريين في لبنان، تقام حملة لبنانية  ضد النازحين السوريين وتحمّلهم مسؤولية الوضع الإقتصادي المأزوم وتتهم المجتمع الدولي بمحاولة توطينهم في لبنان ودعوة إلى إعادتهم إلى سوريا. فكيف يقرأ تصريح كاستالدو في ظل  الإنتفاضة الشعبية ومطالبة اللبنانيين بحقوقهم المعيشية؟

الخبير في السياسات العامة واللاجئين زياد الصائغ رأى في حديث لـ"اللواء": أن هذا موقف مبدئي للمجتمع الدولي إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى الإتحاد الأوروبي وأضاف: " لطالما وقف المجتمع الدولي والإتحاد الأوروبي إلى جانب لبنان لمساعدته في مواجهة أزماته، وإحدى هذه الأزمات الخطرة هي أزمة النازحين السوريين". وتابع: " ليس من جديد في هذا التصريح، فالمساعدة الإنسانية هي مسؤولية المجتمع الدولي لهؤلاء النازحين كما هناك مسؤولية على المجتمع الدولي لمساعدة المجتمعات المضيفة ولكن ايضاً على قاعدة الدفع باتجاه عودة هؤلاء النازحين إلى أرضهم في سوريا بالإستناد إلى ضمانات قانونية وأمنية وإقتصادية إجتماعية".

Image result for زياد الصائغ

الخبير في السياسات العامة واللاجئين زياد الصائغ

ما هي المشكلة الرئيسية؟

النازحون السوريون زادوا الأزمات البنيوية التي نعيشها في لبنان لكنهم لم يكونوا سببها، والمشكلة الأساسية تكمن في عدم الإدارة السليمة للموارد والخدمات في لبنان وعدم مسؤولية السلطة السياسية. فكما فشلت الأخيرة في عدم تأمين كرامة اللبنانيين، فشلت أيضاً في إدارة أزمة النازحين السوريين وهي كما تلقي اليوم باتهامها على الثوار اللبنانيين بأنهم هم الذين سببوا الأزمة الإقتصادية المالية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، فيما هم نزلوا بسبب هذه الأزمة، هي تحاول أن تنقل المشكلة أيضاً لتضعها في عهدة النازحين السوريين وتستمر في إتهام المجتمع الدولي بأنه وراء مؤامرة لتوطين النازحين السوريين في لبنان "وهذا غير صحيح".

هل يقوم المجتمع الدولي بالتزاماته كما يجب؟

بالطبع المجتمع الدولي مقصّر في حل مسبّب النزوح بما يعني تأمين عودة هؤلاء من خلال إنهاء الأزمة في سوريا وإيجاد حل سياسي ولكن هذه قضية شديدة التعقيد يتحملها النظام السوري أيضاً وإيران وروسيا وليس فقط الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

وأعطى الصائغ نموذجاً بسيطاً فقال: " يمكن أن يعود الآن إلى منطقة القلمون والقلمون الغربي والزبداني والقصير ثلاثمئة ألف نازح سوري موجودين في عرسال وعكار وهم يشكلون اربعة وعشرين بالمئة من النازحين السوريين في لبنان يمكن أن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية وهي آمنة".

هل تمنع أوروبا عودتهم إلى هذه المناطق؟

أنا لست في موقع الدفاع عن الأوروبين " لماذا لم يعد حتى الآن حوالي ثلاثمئة ألف نازح سوري إلى القلمون والقلمون الغربي والزبداني والقصير؟ هنا يبدأ الجواب قبل اتهام المجتمع الدولي.

من تتهم في عرقلة عودتهم؟

أنا لا أتهم بل أحدد وجهة العرقلة، أي كل من يعرقل عودة هؤلاء". المجتمع الدولي مقصّر في إنجاز حل سياسي وهو يعالج ظواهر الأزمة وليس مسبباتها وأتهم أيضاً كل قوى الأمر الواقع وأتمنى عليها أن تسمح بعودة النازحين.

من هم قوى الأمر الواقع في سوريا اليوم؟

روسيا وإيران والنظام السوري وحزب الله وأطلب منهم المساعدة وأدعوهم إلى تسهيل عودة النازحين إلى المناطق التي ذكرناها سابقا وأدعو الأمم المتحدة إلى تأمين الضمانات القانونية والأمنية والاقتصادية الإجتماعية لهم.

هل عزز النازحون الإقتصاد اللبناني كما يقول البعض؟

إذا كان اعتبار ضخ أموال في القطاعات الغذائية والإستشفائية والتربوية من المجتمع الدولي هو تعزيز للإقتصاد اللبناني فهذه وجهة نظر دقيقة بالمعنى الحسابي، لكن المشكلة تكمن بأن إدارة أزمة النزوح في لبنان على مستوى الدولة اللبنانية فشلت منذ العام ألفين وأحد عشر بما عزز منطق التفلت من كل القيود التنظيمية. بهذا المعنى بقدر ما يحتمل أن هناك أموالاً دخلت إلى لبنان بسبب النزوح السوري، يجب أيضاً أن نعترف أن هناك ضغطاً هائلاً على المستويات الخدماتية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية والمالية قام به هؤلاء النازحون في لبنان.

نحن أمام معادلة بسيطة ومن يقول إن النازحين ضخوا أموالاً من خلال دورة إقتصادية هذا صحيح، لكن في الوقت نفسه فشلت الدولة بإدارة سليمة لإدارة أزمة النازحين في لبنان وبهذا المعنى بقدر ما عندنا ضخ أموال من المجتمع الدولي لدعم هؤلاء النازحين والمجتمعات المضيفة، بقدر ما حتّم فشل إدارة الأزمة علينا أعباء كنا بغنى عنها وغياب سياسة عامة متكاملة وبغياب سياسة العمل دخل النازحون على كل قطاعات العمل وأصبح اللبنانيون خارجاً، إذاً، فشل إدارة أزمة النزوح السوري هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن.

برأيك ما الهدف من تصريح كاستالدو في هذا الوقت بالذات؟

نحن على أبواب آخر السنة وفي هذا الوقت تدرس موازنات الإتحاد الأوروبي وهناك عدم إستقرار في لبنان وهناك ناس تقول إنه سيتم استعمال النازحين السوريين في المعادلة الداخلية لتأزيم الوضع، إذاً كاستالدو يقول إننا ما زلنا نقوم بالتزاماتنا تجاه لبنان وتجاه النازحين.

وختم الصائغ بالقول: " حل أزمة النازحين يتم بعودة النازحين إلى سوريا ضمن ضمانات قانونية وأمنية واقتصادية واجتماعية".

المصدر:"اللواء"