يوم جديد ومصائب وضغوطات وضائقة معيشية توسّع إطارها وتزيد من خنق المواطن، ففي أوّل أيام الشهر، وفي ظل بدء استلام – من تمكّن – من الموظفين لرواتبهم، أو نصفها على أبعد تقدير، قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل الليرة إلى 9200 ليرة لكل دولار، تزامناً مع تواصل التقنين القاتل لساعات الكهرباء في العاصمة والمناطق التي بلغت ما يُقارب الـ 22 ساعة انقطاع، في حين يواصل ارتفاع أسعار السلع الغذائية صعوده، وما إلى هنالك من كوارث يومية، غنْ لم يكن نفطياً، كالبنزين والمازوت والديزل أويل، فإنّه في المياه والطبابة، وسواها الكثير من الملفات القاتلة لأي امل بحياة كريمة للموطن اللبنانية.
بيروت
وفي هذا الإطار، أقدم عدد من المواطنين، ظهر أمس، على قطع طريق قصقص باتجاه شاتيلا، بمستوعبات النفايات، كما قطع محتجون آخرون الطريق عند مستديرة الكولا، إضافة إلى قطع الطرق الفرعية لمحلة الكولا، في ظل حضور المزيد من المحتجين على الدراجات النارية الى المكان لمؤازرتهم.
وعلى الأثر حضرت دورية من الجيش والقوى الأمنية ودخلت بمرحلة من المفاوضات او المواجهة إعادة فتح الطرقات إثر التفاهم مع المحتجين، فتوافد عدد كبير من المواطنين الى المنطقة للمشاركة في الاعتصام، وحصلت إشكالات وتوتر امني بين المحتجين والمارة.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات وقطع الطرقات لتشمل المدينة الرياضية، كورنيش المزرعة، البربير، بشارة الخوري، بمستوعبات النفايات بعدما أشعلوا النيران بداخلها.
وعصراً، انتقلت الاحتجاجات إلى محلة فردان، حيث أقدم محتجّون على تردي الأوضاع المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي، يستقلون دراجات نارية، على قطع الطريق بمستوعبات النفايات وإشعال إطارات السيارات بوسط في منطقة فردان عند تقاطع دار الطائفة الدرزية، وعند المفرق المؤدي الى ساقية الجنزير، ما تسبب بزحمة سير خانقة، في ظل إجراءات اتخذتها قوى الامن الداخلي التي عمد عناصرها الى تحويل السير الى الشوارع المحيطة.
اعتصام .. فإخلاء سبيل
وأمام قصر عدل بيروت، كانت مجموعات من الحراك تنفّذ اعتصاماً للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين منذ أكثر من أسبوعين، بعد استئناف النيابة العامة في بيروت قرار قاضي التحقيق.
وأوضح عضو لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين المحامي أيمن رعد أن «التحقيقات مع الموقوفين اتخذت وقتا طويلا في فرع المعلومات، والنيابة العامة ادعت على الجميع من دون تفرقة وحولت القضية الجمعة الماضي على التحقيق».
وسرعان ما التأمت الهيئة الاتهامية في بيروت وأصدرت قرارا برد استئناف النيابة العامة شكلاً، وتصديق قرار قاضي التحقيق بتخلية جميع الناشطين الموقوفين من البقاع وعددهم 20 لقاء كفالة مالية قدرها 200 ألف ليرة عن كل موقوف.
جنوباً
ومن صيدا، أفادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر بأنّ مواطناً ركن سيارته وسط ساحة حسام الدين الحريري – تقاطع إيليا، ووقف على غطاء المحرّك، مُطلِقاً «صرخة وجع» عمّا وصلت إليه الأوضاع من تراجع على المستويات كافة، ومعبّراً عن مدى وجعه وعائلته من تردّي الأحوال المعيشية، ومستغرباً «صمت الناس وعدم نزولهم الى الشارع بعدما تجاوز الدولار التسعة الاف ليرة في السوق السوداء».
«صرخة وجع» من وسط ساحة الثورة بصيدا
كما نفّذ أهالي منطقة الفيلات في صيدا اعتصاماً، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة، وانقطاع الكهرباء والمياه، وتفلّت سعر صرف الدولار.
من جهتها، نفّذت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة مياه لبنان الجنوبي وقفة إحتجاجية ثانية أمام دائرة صور، «استنكارا لما يتعرض له العمال والمستخدمون منذ فترة ليست بقصيرة من قبل إدارة المؤسسة التي دأبت على استعمال أسلوب القمع والترغيب والترهيب بالفصل وآخرها ما حصل أخيرا من الحسم المتكرر على عمال غب الطلب في هذه الظروف الصعبة وغيرها من أعمال القمع والظلم بحقهم».
كما نفّذ عمال ومستخدمو مياه لبنان الجنوبي، اعتصاما امام مبنى دائرة المياه، في ابار فخر الدين في كفرجوز (النبطية) للمطالبة بتحسين اوضاعهم، ودفع رواتبهم بمواعيدها وغيرها من المطالب.
شمالاً
وأمام مصلحة مياه لبنان الشمالي في طرابلس، نفّذ محتجون من الحراك الشعبي اعتصاما احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية المتردية، وعلى قطع المياه عن منازل المواطنين لتخلفهم عن دفع الفواتير، وطلبوا من الموظفين مغادرة مكاتبهم، مهدّدين بإقفال المصلحة يوميا في حال استمر قطع المياه عن المنازل.
كما تجمع عدد آخر من المحتجين امام الدائرة المالية في المدينة، وعمدوا الى اقفالها، ومنعوا الموظفين من الدخول اليها، ما ادى الى زحمة سير خانقة.
واحتجاجاً أيضاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الاوضاع المعيشية، قام مواطنون بقطع مسلكي اوتوستراد طرابلس عكار في محلة باب التبانة بالإطارات والعوائق، ما دفع بعض المواطنين الذين يسلكون الاوتوستراد الى الاعتراض، وما لبث ان تطور الامر الى اشتباك بالايدي، ثم اطلاق نار في الهواء، وقد تدخل عناصر الجيش اللبناني وأعادوا فتح الأوتوستراد فيما فرَّ مطلق النار الى جهة مجهولة.
البقاع الغربي
بدورهم، أقفل أهالي مشغرة في البقاع الغربي الطريق الرئيسية التي تربط البلدة مع منطقتي مرجعيون وجزين بالحجارة والعوائق أمام مخفر مشغرة ومدرسة الراهبات والمهنية، وذلك على خلفية توقيف م. ش أحد أبنائها من أصحاب الكسارات في جبل ميدون، عند الطرف الجنوبي للبقاع الغربي بعد احداث أمس الأول، وما تخللها من مواجهات بين قوى الامن ومالكي الشاحنات والكسارات.
أهالي مشغرة قطعوا الطريق أمام المخفر