بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2017 08:59م 1907 بدأت فتن وحروب اليوم..!

حجم الخط


هل تُصدّق أن ما يشهده العالم العربي اليوم من حروب وفتن، بدأ التخطيط له منذ مائة وعشر سنوات؟
مَن يعلم مِن العرب شيئاً عن المؤتمرات والاجتماعات الأوروبية التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وإصدار وعد بلفور المشؤوم؟
صديقي الخليجي بعث لي بملخص عن محاضرة جرت مؤخراً في أحد النوادي الثقافية في بلاده، يتحدث فيها المحاضر العربي عن بدايات التآمر الأوروبي لزرع الفتن ووضع اليد على المنطقة وخيراتها، فيما كانت الأمبراطورية العثمانية تلفظ آخر أنفاسها، عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى.
يقول المحاضر، بعدما يُذكّر الحضور بأننا أمّة لا نقرأ: إن رئيس وزراء بريطانيا كامبل باليرمن، دعا عام 1907 قادة سبع دول أوروبية إلى اجتماع في لندن، لبحث الأوضاع المتدهورة في أوروبا، واضعاً أمامهم خريطة المنطقة العربية، ومخاطباً أقرانه بأن خروج أوروبا من أوضاعها الصعبة يتم عبر السيطرة على هذه المنطقة الممتدة من الخليج إلى المحيط.
وأسهب الذئب البريطاني باليرمن في وصف أوضاع هذه المنطقة: مهلهلة، ضعيفة، مشرذمة، سكانها غارقون في حروبهم من أجل قطرات من الماء، رغم أن أرضهم تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية التي يحتاجها الغرب!
المهم أن الاجتماع انتهى بوضع خطة خبيثة للسيطرة على مقدرات العرب، والحؤول دون تحقيق النهضة الموعودة، وذلك من خلال اعتماد المخطط التالي:
زرع جسم غريب في قلب هذه المنطقة، لفصل مشرقها عن مغربها! ويكون ولاؤه للغرب، وينشر حالة من الاضطراب وعدم التوازن، يشغل العرب عن النهوض ببلادهم، ويزرع الفتن والحروب بين شعوبهم، ويمنع قيام دولة قوية تستطيع أن تمسك بخناق التجارة العالمية، من خلال سيطرتها على: مضيق هرمز وباب المندب، قناة السويس ومضيق جبل طارق!
ويتابع المحاضر: وكان إسحاق وايزمان أول المتصلين برئيس الحكومة البريطاني، ليبدي استعداد الحركة الصهيونية إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين، قلب المنطقة العربية، مع الإشارة إلى أن القرار الأوروبي لم يحدد موقع «زرع الجسم الغريب»! ومن هنا بدأ العمل الصهيوني للحصول من بريطانيا على وعد بإقامة الدولة الصهيونية في منطقة نفوذها!
عام 1907، شهد بداية ما وصلنا إليه اليوم من انتحار عربي جماعي، يتجاوب مع المخططات الخبيثة في إغراق بلدان العرب في جحيم الحروب الداخلية والفتن الطائفية والمذهبية التي لا تبقي ولا تذر!
واحسرتاه.. على أمة لا تقرأ!