بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2017 12:01ص أخطر من سياسة النأي بالنفس..!

حجم الخط
مرّة أخرى يجد اللبنانيون أنفسهم ضحايا دوّامة الصراعات المتفجّرة في المنطقة، وتطغى على حياتهم اليومية هواجس الخوف والقلق من مفاجآت الغد، أو صدماته، لا فرق، على إيقاع الخروقات المتسارعة والمتتالية لالتزام سياسة النأي بالنفس، قبل أن يجف حبر القرار الحكومي.
المسألة تتجاوز تصريح من هنا، أو زيارة مسؤول ميليشياوي عراقي إلى المنطقة الحدودية، لأنها تتعلق بجوهر القضية التي تعتبر في صلب الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان.
هل ثمة حرص إيراني حقيقي على إبعاد البلد عن حرائق المنطقة، أم أن ثمة إصراراً على إعادته ساحة للمنازلة وتصفية الحسابات؟
الإجماع الوطني على استنكار وإدانة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والخطاب الناري الذي ألقاه الوزير جبران باسيل في الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية، يؤكد حرص اللبنانيين على دور لبنان القومي في إطار المجموعة العربية، والوقوف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ولكن اللبنانيين يُدركون جيداً عدم قدرتهم على تحمّل أعباء المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي منفردين من خلال فتح الحدود اللبنانية أمام عمليات الكر والفر، أو من خلال حرب جديدة لا طاقة للبنان على تحمّل تبعاتها، في ظل غياب استراتيجية عربية متكاملة، وفي حال بقيت الجبهات العربية الأخرى صامتة، كما كان يحصل حتى عشية حرب تموز 2006.
التلويح باحتمال فتح الجبهة اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، وإنهاء مهمة القوات الدولية المعززة بموجب القرار الأممي 1701، يعني العودة إلى تعريض الأمن والاستقرار لمخاطر حقيقية، نتائجها لن تكون محمودة العواقب، ولا يستطيع لبنان الذي تحمّل الكثير في مواجهة العدو الاسرائيلي، أن يُغامر مرّة أخرى بما تبقى من اقتصاده، ومقوّمات صموده!
قرار الحرب والسلم يجب أن يبقى من حق السلطة الشرعية وحدها... وإلا ألف سلام ليس على سياسة النأي بالنفس، بل وعلى البلد والصابرين من أهله!