بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيار 2018 12:00ص أمين الداعوق لن نقول وداعاً..

حجم الخط
المهندس الإنساني وابن العائلة البيروتية العريقة أمين محمّد عمر الداعوق نفذ أمس «قراراً تاريخياً»، في مسار العمل الاجتماعي في لبنان، حيث قرّر التنحي عن رئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وتسليم الأمانة لنائبه فيصل سنو!
ليس من السهل أن تطوي جمعية المقاصد صفحات أمين الداعوق من تاريخها، أو أن تنسى بيروت هذا الرجل الذي تحمّل مسؤولية أكبر وأهم مؤسسة إسلامية في لبنان، على مدى أربعين عاماً، حيث عمل نائباً لرئيس الجمعية مع الرئيس تمام سلام لأكثر من عشرين عاماً، قبل أن يتولى الرئاسة في عام ٢٠٠٠، إثر استقالة الرئيس سلام من المقاصد، بعد انتخابات ذلك العام التي لم يُوفق فيها، فكان أن قرر ترك منصبه المقاصدي تجنباً لإحراج الجمعية بأي تبعية أو التزام سياسي.
لم تكن مهامه في نيابة الرئاسة رمزية، ومجرّد لقب للوجاهة، كما هي حال معظم الجمعيات والمؤسسات الأخرى، بل تحمّل مسؤولية تنفيذ خطة تجديد وإعادة تأهيل العديد من المدارس، ونفض غبار الحرب عن مبانيها، فضلاً، وهذا بيت القصيد، عن العمل على تحديث معدات وتجهيزات مستشفى المقاصد، والذي كان يعتبره الأمين جسر التواصل مع الناس، خاصة في منطقة الطريق الجديدة.
ورغم الضائقة المالية التي أحاطت بهذه المؤسسة العملاقة في السنوات العشر الأخيرة، فقد استطاع الداعوق أن يحافظ على الأهداف الرئيسية التي تسعى لها المقاصد على مر الأجيال، وأطلق العمل في أولى كليات الجامعة المقاصدية، ووفر للمستشفى ما تحتاجه من معدات حديثة ومتطوّرة، خاصة في قسم العناية بالأطفال، وفي قسم جراحة الأمراض السرطانية.
بقي يعمل بصمت، ويتحمّل الضعوط  بصلابة، ويتصدّى لخصوم وعناصر الشغب بشجاعة، ويصرّ على تحقيق الإنجازات بعناد المؤمن بقضيته، حيث كان آخر الإنجازات إعادة ترميم وتأهيل مبنى البزركان التجاري في وسط بيروت بدعم من بنك التنمية الإسلامي، والذي من المتوقع أن يؤمن مورداً مهماً لمالية الجمعية، يساهم في التخفيف من أعباء العجز الحالي.
أمين الداعوق لن نقول لك وداعاً، فالوطن، وبيروت بالذات، بحاجة لرواد في التضحية والبذل والعطاء أمثالك.. وكان الله في عون خلفك د. فيصل سنو!