بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 تموز 2018 12:13ص أيقونة فلسطين تمسح عار الأمة..!

حجم الخط
عهد التميمي، ابنة الستة عشر ربيعاً، حاولت أن تمسح بعض العار عن جبين أمتها العربية، بشجاعتها في مواجهة جنود الاحتلال الإسرائيلي، بصفعة ساخنة على وجه عسكري إسرائيلي وركلة بقدمها الغض لضابط كان يتقدّم المجموعة المعتدية التي حاولت اقتحام منزلها في قرية النبي صالح في الضفة الغربية.
«أيقونة فلسطين» لم تكن تحمل سلاحاً، وكان العسكر الإسرائيلي مدججاً بالسلاح وأحدث المعدات، ومع ذلك استطاعت أن تُلحق هزيمة معنوية وأخلاقية بالقوة التي اقتحمت بيتها العائلي، وتتحدّى الغطرسة الإسرائيلية، وتنال من كرامة المجموعة المعتدية، بضربة كف وركلة قدم، أثارت جنون قيادة الاحتلال، التي سارعت إلى اعتقالها ووالدتها ناريمان التميمي، في محاولة ممسوخة للتعويض عن الإهانة المباشرة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي.
صفعة عهد التميمي، لم تكن موجهة إلى الضابط الإسرائيلي وحسب، بل نالت من كرامة وعنفوان كل عربي شعر في تلك اللحظة بالعار الذي يلفه من رأسه حتى أخمص قدميه، لأنه أدار ظهره لإخوانه الفلسطينيين في نضالهم الأسطوري ضد أبشع احتلال استيطاني عرفه التاريخ، تاركاً الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، يواجهون صلف الاحتلال ووحشيته، وهم عزّل من كل سلاح.
وما أن ابتعدت الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية الأم، حتى غرقت في بحور الفتن الطائفية والمذهبية والمناطقية، وما فجرته من حروب داخلية في أكثر من بلد عربي، حيث تحوّل سلاح الجيوش العربية إلى الداخل لقمع الشعوب، والقضاء على المعارضات الشعبية، وتسخير كل الطاقات والإمكانيات للدفاع عن الأنظمة المتهالكة!
عهد التميمي، أثبتت بشجاعتها، بأنها طليعة الجيل الخامس من المقاومة الفلسطينية التي أطلقها القائد الراحل ياسر عرفات، ورفاقه في «فتح» في الأول من كانون الثاني  يناير عام ١٩٦٥، وهي مستمرة على مدى نصف قرن ونيّف، تنتقل شعلتها من جيل إلى جيل، للتأكيد بأن الشعب الفلسطيني لن يستكين ولن يستسلم، مهما اشتدت الضغوط والتدخلات، ومهما بلغت الانقسامات بين القيادات!