بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الأول 2023 12:05ص أين العرب في دعم غوتيريش؟

حجم الخط
في خضم موجة التأييد الأعمى، الأميركي خاصة والغربي عامة، لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صرخة مدوية من أعلى منبر عالمي: الحرب في غزة لا تراعي قانون الحرب الدولي، ولا يجوز أن تبقى أي دولة فوق شرعية القانون الدولي. 
هذه الكلمات القليلة التي جسدت إدانة حاسمة للإعتداء الإسرائيلي الوحشي على المدنيين العزَّل في غزة، وذلك بأدق معايير الشرعية الدولية، ومن موقع الأمين العام على حسن تطبيق القوانين الدولية، ومن المؤسسة التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية، لتصون الأمن والسلام في العالم، وترعى تطبيق شرعة حقوق الإنسان المصدق عليها بختم الأمم المتحدة، وتواقيع الدول الغربية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية.
موقف الأمين العام للمنظمة الدولية المعادي للحرب الإسرائيلية الهمجية في غزة، والذي تجلى في أكثر من مناسبة، وخاصة إبان جلسات مجلس الأمن التي فشلت في التوصل إلى قرار بوقف النار وإيقاف المجازر الجماعية ضد المدنيين العزَّل في غزة،  أثارت ضدة حملة شعواء من الحكومة الإسرائيلية، والأبواق الإعلامية التابعة لها، ولا سيما من آلة الدعاية الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية،  والعديد من الدول الأوروبية، التي إتهمت غوتيريش بمناصرة المنظمات الإرهابية كذا، والإنحياز إلى جانب «حماس». 
ولصراع كبار المسؤولين في منظمة الأمم المتحدة مع الدولة الصهيونية تاريخ حافل بشتى أنواع المواجهات، حيث لم تتورع العصابات الصهيونية عن إغتيال الوسيط الأممي فولك برنادوت في ١٧ أيلول ١٩٤٨، بينما كان يقوم بمهمة الوساطة لتطبيق قرار مجلس الأمن ١٩٨ بإنشاء دولتين على أرض فلسطين: دولة فلسطينية وأخرى للعصابات الصهيونية، التي رفضت هذا القرار، وقتلت المبعوث الدولي في القدس.
وعندما أدان الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كورت فالدهايم المجزرة الإسرائيلية ضد الأطفال في قانا، إبان عدوان إسرائيلي سافر على لبنان، إتهمت الأبواق الصهيونية والإعلام التابع لها، الأمين العام، النمساوي الأصل، بأنه من فلول التنظيمات النازية في المرحلة الهتلرية! 
وعندما رفض الأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالي، المصري الجنسية، المساواة بين الدولة الصهيونية المعتدية والدولة اللبنانية المعتدى عليها، قاد اللوبي الصهيوني في واشنطن حملة شعواء، لإسقاط قرار التجديد لغالي ولاية ثانية في الأمانة العامة للأمم المتحدة، كما يجري عادة مع أقرانه. 
الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش تكلم بإسم ضمير العالم الرافض للمجازر الوحشية ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة، وصحح بموقفه الجريء المشاهد المغلوطة التي حاولت الدعاية الصهيونية نشرها في العالم. 
فماذا فعل العرب لدعم شجاعة الديبلوماسي البرتغالي، الذي رفع الصوت بوجه التأييد الأميركي الأعمى، وعارض إنحياز أقرانه الأوروبيين لدولة العدوان؟