بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 نيسان 2019 12:21ص إسطنبول كانت البداية فهل تكون النهاية...؟

حجم الخط
نتائج الانتخابات البلدية في تركيا، تجاوزت بأبعادها الواقع البلدي المحض، ورسمت خطاً سياسياً لمسار التطورات المقبلة على حساب الزعامة السلطانية التي حاول الرئيس رجب أردوغان بناءها في السنوات الأخيرة.
خسارة حزب العدالة والتنمية لبلديات المدن الكبرى، مثل أنقرة واسطنبول وأنطاليا وأضنة، تشكّل صفعة قوية لسياسة أردوغان الداخلية، وما تعانيه من تأزم اقتصادي، ولخياراته في السياسة الخارجية، التي تحـدّت وخاصمت عواصم القرار العربي، وخاصة الرياض والقاهرة، فضلاً عن تدخله في بلدان الاضطرابات العربية، من ليبيا غرباً إلى اليمن شرقاً، مروراً طبعاً بسوريا والعراق، إلى جانب الحرب التي يخوضها ضد الأكراد في سوريا.
انهيار الليرة التركية بهذا الشكل الدراماتيكي منذ سنة ونيّف، قلب مقاييس الاستقرار الاقتصادي، واستنزف مكاسب الازدهار الذي تحقق في السنوات السبع الأخيرة.
ورغم ارتفاع نسب التضخم بأرقام كبيرة، حاصرت حياة ملايين العائلات التركية، كان الرئيس أردوغان يتابع بناء القصر الرئاسي بمستوى سلطاني وترف غير مسبوق في القرن الواحد والعشرين، ويتبعه ببناء أكبر مطار في الشرق الأوسط، ويضاعف الإنفاق العسكري عشرات المرات.
كان من المتوقع أن يتابع أردوغان سياسات أسلافه في إقامة علاقات تعاون وثيق مع الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي ساهمت في دعم النهضة الاقتصادية الحديثة منذ بداياتها مع رئيس الوزراء أواسط الثمانينات تركوت أوزال، واضع قواعد وأسس الانطلاقة الاقتصادية وتحريرها من القيود العسكرية والبيروقراطية المحبطة، واستمرت علاقات التعاون والدعم في عهد نجم الدين أربكان أواسط التسعينات، وبلغت ذروتها في بداية عهد أردوغان نفسه أواسط العقد الأول من القرن الحالي، حيث تجاوزت التسهيلات والاستثمارات السعودية عشرات المليارات من الدولارات، وارتفع عدد السياح السعوديين إلى أرقام مليونية.
قد يكون من المبكر الحديث عن أفول نجم أردوغان، ولكن خسارة بلدية إسطنبول قد تكون بداية الغروب، تماماً كما كانت هي نفسها بداية شروق وصعود الرئيس الذي حاول يوماً أن يكون السلطان الجديد في بلاد بني عثمان!