بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 آذار 2018 12:05ص اتفاق القاهرة والدوامة المستمرة..!

حجم الخط
جمعتني، مساء أمس، ندوة في معرض الحركة الثقافية في أنطلياس، حول كتاب «شارل حلو واتفاق القاهرة» أسرار ووثائق، مع وزير العدل الأسبق المحامي الأديب والمفكر إبراهيم النجار، والمؤلف جو الخوري حلو، والناشر الإعلامي والمثقف انطون سعد.
لن أتطرق إلى تفاصيل الكلمات والنقاشات التي دارت على مدى ساعة ونيّف، حول الظروف التي أحاطت باتفاق القاهرة، وما جرّه من ويلات على لبنان، وعلى القضية الفلسطينية أيضاً، بسبب التجاوزات والارتكابات التي أشعلت فتيل الحرب اللبنانية البغيضة، وأدت إلى خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ووصول الجيش الإسرائيلي إلى بيروت، في حزيران عام ١٩٨٢.
ورأيت أن الوقوف على الدروس والعبر، أهم من نكء جراح مرحلة حرجة في التاريخ اللبناني، خاصة وأن الرئيس شارل حلو تحمّل من الانتقادات والافتراءات بسبب هذا الاتفاق، ما دفعه إلى التفكير بالاستقالة، والتي تراجع عنها في اللحظة الأخيرة، تجنباً لوقوع الانفجار الكبير، وما يتبعه حتماً من انهيارات علي مختلف المستويات الوطنية والسياسية والأمنية.
أولى العِبَر، أن الأزمة التي تسببت بعقد اتفاق القاهرة، ما كانت لتحصل، لولا مزايدات رجال السياسة، مسلمين ومسيحيين، على بعضهم لغايات انتخابية ومصالح حزبية ضيّقة، سيما وأن انتخابات رئاسة الجمهورية كانت على الأبواب، حيث التقى الجميع على استغلال الضغوط التي تعرّض لها رئيس الجمهورية، من الداخل والخارج، وإظهاره بموقع الضعيف، وفي شبه عزلة سياسية. أي أن الأفرقاء السياسيين لم يراعوا مصلحة البلد، وراحوا ينفخون في الانقسامات الداخلية حول تأييد العمل الفدائي الفلسطيني!
ثاني تلك العِبَر، يؤكد خطورة أي خلاف لبناني - لبناني حول دور الجيش الوطني، مما يؤدي إلى تعطيل مهمات الجيش الوطنية، وإفساح المجال لقوى الأمر الواقع أن تفرض سيطرتها على الشارع، وعلى الشرعية لاحقاً.
منذ عام ١٩٦٩ ولبنان ما زال يعيش في دوامة اتفاق القاهرة، ومتفرعاته، التي ما زالت تخدم قوى الأمر الواقع!