بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آب 2018 12:05ص الأضحى بعيداً عن الكلام الطائفي الكريه..

حجم الخط
يطل عيد الأضحى اليوم وسط مشاعر الإحباط والأسى، التي تعم الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، بسبب تردي الأحوال التي يعيشونها، وحالة الضياع والقلق المهيمنة على البلد.
العائلات تفتقد بهجة العيد، والأطفال يبحثون عن فرحة العيد، ولكن ظروف الإنتظار والأمنيات تطول وتطول، وتنتقل من عيد إلى آخر، من الفصح المجيد إلى الفطر السعيد، ومن الأضحى إلى الميلاد، والأحوال المتردية على حالها: لا كهرباء، لا مياه، أزمة نفايات متمادية، وطبقة سياسية فاسدة، لا هم لأطرافها إلا عقد الصفقات وتكديس الثروات، على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره، والذي لا يعرف طريق التغيير من أين يبدأ!!
الأضحى هو يوم التضحية بالنفس من أجل المجتمع، هو يوم نكران الذات، هو يوم الطاعة والغفران، هو يوم الإرادة الحديدية في تلبية الوحي الإلهي، وتأكيد الإيمان الصلب بالله الواحد، الخالق، الباري، القادر، العالم والعليم.
ومن سخرية القدر أن تسول نفس أحدهم بالكلام عن معاني وعبر هذا اليوم المجيد في تاريخ البشرية جمعاء، بمنطق طائفي بغيض، وبعبارات تكشف مدى جهل صاحبها، بما تحمله الآيات القرآنية من إيحاءات ومدلولات، ما زال أهل العلم، حتى اليوم، يبحثون في أبعادها وواقعيتها، ويكتشفون من وقت إلى آخر، أن بعض أسرار وألغاز هذا الكون الكبير، ورد ذكرها، أو الإيحاء بها في القرآن الكريم.
ومن الطبيعي أن يعتبر اللبنانيون، وخاصة المسلمين، أن من يتجرأ على التطاول على كلام رب العالمين، لا يحق له أن يدعي الوطنية، أو يرفع شعارات العيش المشترك، ويحاول الوصول إلى الندوة النيابية بأصوات المسلمين، الذين سبق لبعض قياداتهم أن فتحوا الأبواب امام صاحب هذا الكلام المقيت، في إطار الحرص على الألوان الوطنية للوائحهم الإنتخابية!
يوم الأضحى يبقى أكبر وأسمى من كل هذه الترهلات التي يرددها بعض من يدّعي العمل السياسي في لبنان، والكلام الطائفي الكريه مردود على أصحابه أولاً وأخيراً!