بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 تشرين الأول 2017 12:05ص الاستثمار في العقول .. لا في البطون!!

حجم الخط
في زمن تشتعل فيه بلاد العرب بالحروب الداخلية والفتن الطائفية والعنصرية وتعود بنا إلى عصور الجاهلية الأولى، تبرز من رحم المعاناة، ومضات فكرية أو طروحات رؤيوية، تتصدى لموجات الكراهية، وتحاول إطفاء الأحقاد، وإخماد مشاعر الثأر والانتقام.
صديقي الخليجي، بعث لي بمقال منقول عن وسائل التواصل الاجتماعي يخرج صاحبه من دوّامة الصراعات الملتهبة في أكثر من بلد عربي، ليصوّب على قيمة الإنسان - المواطن، وأهمية الاستثمار في العقول العربية، بدل الاكتفاء في استخراج ما في باطن الأرض من ثروات طبيعية، تذهب أموالها على الحروب والمحاسيب والأزلام، ولا ينال منها المواطن العادي إلا الفتات البسيط !
ويشير المقال إلى نيجيريا التي تعتبر من أغنى الدول بثرواتها النفطية والمعادن، ولكنها في مؤخرة دول العالم لأن الإنسان النيجيري مشبع بالأحقاد العرقية، ومنهمك بالصراعات الطائفية والمناطقية.
بينما سنغافورة، مثلاً، البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم، لأنه رئيس بلد لا توجد فيه مياه للشرب، تتقدّم اليوم على اليابان في مستوى دخل الفرد.
ويخلص صاحبنا إلى التأكيد بأن الشعوب المتخلفة فقط، هي التي ما زالت تنظر لباطن الأرض وما ستخرجه كي تعيش، في وقت أصبح فيه الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً.
ويضرب مثلاً بهواتف «سامسونغ» أو «آيفون» التي لا تحتاج صناعتها من المواد الطبيعية إلا النزر البسيط جداً، في حين أن قيمة الهاتف الواحد تتجاوز عشرات براميل النفط والغاز! وأن إنساناً واحداً هو بيل غيتس يربح في الثانية الواحدة 226 دولاراً، يعني ما يفوق احتياطي ثروات دول الخليج مجتمعة، وأن أرباح شركة سامسونغ في عام واحد 327 مليار دولار، ونحتاج لمائة سنة لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي!
اليابان هُزمت في حربين عالميتين، وفي أقل من خمسين عاماً انتقم المواطن الياباني من الدول المنتصرة عليه بالعلم والتقنية، والاستثمار في الإنسان، في بلد يفتقد إلى أبسط الثروات الطبيعية!
ويبقى العرب غارقين في حروب الجاهلية الأولى، ويتصارعون على الطائفة والمذهب، وعلى الإثنية والمناطقية!