بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2018 12:40ص الحملة على السعودية وإفشال صفقة القرن..

حجم الخط
بإنتظار نتائج التحقيقات الجارية في تركيا والسعودية لجلاء لغز قضية جمال الخاشقجي، لا بد من التنبه لخطورة الحملات المشبوهة التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية، من الإعلام الصهيوني في أميركا، ومن الدوائر الغربية المتعاطفة مع الدولة اليهودية، وما يواكبها من مخططات تشكيك بالقيادة السعودية، والنيل من سمعة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالذات.
 أصبح واضحاً حتى الآن، أن ثمة إختراقاً أمنياً للقنصلية السعودية في إسطنبول، ساعد على تنفيذ الخطة الصهيونية الجهنمية لتوريط المملكة بقضية الخاشقجي، بهدف النيل من مكانة السعودية العربية والإسلامية والدولية، وإلصاق أبشع تهم الإرهاب بسياساتها الأقليمية والدولية، وتشويه مواقف الدولة المرجعية التي تتأثر عشرات الدول بتوجهاتها من القضايا المطروحة في المحافل الدولية، والتي كان آخرها ما سمي بـ«صفقة القرن»، لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، على حساب حل الدولتين، الذي شكل محور المفاوضات الدولية والفلسطينية والإسرائيلية منذ أكثر من عقد من الزمن.
لقد أدى رفض الرياض لصفقة القرن، وإعلانها التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، إلى إستنفار اللوبي الصهيوني ضد السعودية، والتربص بالفرص المناسبة للإنتقام من الموقف السعودي، الذي عطل تصفية القضية الفلسطينية على طريقة سيئ الذكر نتانياهو.
لم تقتصر الحملة السوداء ضد السعودية على مواقفها السياسية في المحافل الديبلوماسية وحسب، بل تركزت أيضاً على رؤية محمد بن سلمان الإستراتيجية ٢٠٣٠ وإيقونة مشاريعه الإنمائية والتجديدية، مدينة «نيوم « العملاقة، حيث تعرضت الحكومات والمؤسسات والشركات المشاركة في المؤتمر الإستثماري المخصص لمشاريع نيوم الكبيرة لضغوطات للإنسحاب، في ظاهرة غير مسبوقة، لأن المنسحبين يعرضون مصالحهم، ومشاريعهم بمليارات الدولارات للإلغاء، فيما الرئيس الأميركي رونالد ترامب يؤكد، صباح ومساء، على تمسكه بالشراكة الإقتصادية، والعلاقات الإستراتيجية مع المملكة السعودية!
السعودية لن تكون وحدها في هذه الحرب الخبيثة ضدها، بل سيقف العالمان العربي والإسلامي، والعديد من الدول التي وقفت السعودية معها في أزماتها وملماتها. ليس إنتصاراً للمملكة وحسب، بل دفاعاً عن كل ما تمثل بالنسبة للمسلمين، ولكل الشعوب التي وصلت إليها مساعدات مملكة الخير، في وقت كانت فيه الدول المتحضرة منهمكة في سلب خيرات تلك الدول، وإستغلال شعوبها!