بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 شباط 2018 12:22ص الزيارة السعودية والفرص الضائعة..

حجم الخط
لم يكن اللبنانيون بحاجة لزيارة الوفد السعودي، ليتأكدوا من استمرار الاهتمام السعودي بالعلاقات الأخوية مع الشقيق الأصغر، والتي يعود تاريخها إلى عهود الاستقلال الأولى، ولم تتأثر بالأزمات التي مرّت على المنطقة والعواصف التي تضرب الإقليم حالياً.
الرسالة الملكية التي حملها الوفد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى الرئيس ميشال عون، ثم الدعوة الرسمية لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة المملكة، ترجمت الحرص السعودي على تنقية الأجواء من الغيوم التي سادت في الآونة الأخيرة، والعمل على فتح صفحة جديدة لتعزيز العلاقات والمصالح التي تخدم الشعبين الشقيقين.
ورغم ما تمثله المملكة من مرجعية مميزة في العالم الإسلامي، وما تتمتع به من مكانة عالمية في المجتمع الدولي، فقد حافظت الرياض على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية، وبقيت علاقاتها مع مكونات النسيج اللبناني، عابرة للطوائف والمناطق، وحاضنة للحوار بين اللبنانيين لمعالجة خلافاتهم وأزماتهم، على نحو ما حصل في مؤتمر الطائف في أواخر عام ١٩٨٩، والذي أنهى الحرب الداخلية البغيضة.
غير أن صيانة العلاقات الأخوية والمميزة مع المملكة، ليست من مسؤولية الجانب السعودي وحده، بقدر ما هي واجب لبناني أيضاً، نظراً لحجم المصالح اللبنانية مع السعودية، إلى جانب الروابط القومية والأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين.
ولكن الديبلوماسية اللبنانية لا تعير هذه العلاقات الاستراتيجية الاهتمام اللازم، بل تتعمد أحياناً الإساءة لطبيعة هذه العلاقات، على نحو ما حصل في تأخير استلام أوراق السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب، في الآونة الأخيرة.
الزيارة السعودية الراهنة تتيح فرصة مهمة للجانب اللبناني في استعادة زخم العلاقات التاريخية مع المملكة، وإنهاء مرحلة الجفاء وتداعياتها الاقتصادية والسياحية على لبنان.
فهل تتلقف الديبلوماسية اللبنانية هذه الفرصة، أم تلحقها بسابقاتها من الفرص الضائعة؟