بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2019 12:12ص «الصامت الأكبر» أطلق صرخة مدوِّية..

حجم الخط
بين السجالات الصدامية التي هيمنت على جلسة المشاريع في مجلس النواب أمس، والخطاب الهادئ والهادف الذي ألقاه قائد الجيش أمس في الريحانية، تبرز مأساوية المشهد اللبناني بكل تناقضاته، وخاصة هذه المسافة الشاسعة التي تفصل الطقم السياسي عن المؤسسة العسكرية، سواء بالنسبة للمفاهيم الوطنية الأساسية، أم بالنسبة لدور كل طرف في الحفاظ على أمن الوطن وإستقراره.

 مناقشات مجلس النواب إختلط فيها حابل الفساد بنابل المزايدات، وإنحرفت المواجهات الكلامية عن الخط الديموقراطي بإتجاه الوحول الطائفية والمناطقية البغيضة، ولولا حكمة رئيس مجلس النواب وحنكته المشهودة في إدارة الجلسات الساخنة، كان البلد أمام عاصفة سياسية طائفية جديدة، تُفاقم أزماته المالية والإقتصادية، وتدفع بخطوات أسرع نحو الإنهيار.

 في هذا الوقت بالذات كان العماد جوزيف عون يطرح الجيش أنموذجاً يُحتذى به على مستوى الوطن ومؤسساته، بعيداً عن الشائعات وحملات التجني والتخوين، وعازماً على القيام بالمهام الوطنية الموكولة إليه، وماضياً في مسيرة الشرف والتضحية والوفاء، ومتسلحاً «بمحبة شعبنا وثقته فينا».

 وفي مقارنة غير مباشرة مع الطقم السياسي والإشتباك المستمر بين أطرافه حول المصالح الأنانية والفئوية، وما يفوح منها من روائح الفساد، قال قائد الجيش: «عهدنا اللبنانيون سيفاً للشرف والوفاء ودرعاً للتضحية، رجاله قلب واحد يدافعون عن أمن لبنان بأرواحهم ودمائهم ويضعون مصلحة الوطن فوق كل إعتبار،... لا يلتفتون لصغائر أم يتوقفون عند كبائر، كانوا وسيبقون حراساً للمستقبل والتاريخ».

 وجاء وصف العماد عون بأن الجيش هو حارس الديموقراطية وحامي الدستور، وكأنه تعبير عن رفض الممارسات والمناورات التي تمارسها بعض الأطراف السياسية في إنتهاك الأصول الديموقراطية، والخروج عن الدستور.

 «الصامت الأكبر» أطلق صرخة مدوِّية أمس لحماية الوطن من فساد وإفلاس الطبقة السياسية، فهل من يسمع الصوت ويُدرك أبعاد الصدى؟