يُتابع اللبنانيون في مونتريال الخبريات عن الليرة اللبنانية وكأنهم يعيشون في لبنان، ويتعاطون في شؤون حياتهم بالعملة الوطنية!
يخوضون في عوامل إضعافها، ويناقشون هندسات البنك المركزي، ويتطرّقون إلى فشل الدولة في طمأنة اللبنانيين على ثبات الليرة إزاء الضغوط التي تتعرض لها بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، وتراجع الحركة التجارية والسياحية إلى الحد الأدنى.
وتسأل: ماذا يهمكم من أمر الليرة، وانتم تعيشون في بلد من مقوماته الأساسية الاستقرار المالي والازدهار الاقتصادي؟
وتأتيك أجوبة متشابهة، واستنتاجات متقاربة، وكأن اللبنانيين في بلاد الانتشار، يصبحون أكثر تفاهماً وأشد تلاحماً، مما هم عليه على أرض الوطن!
يعتبر كثيرون من اللبنانيين المقيمين في كندا أنهم جاؤوا سعياً لحياة كريمة لهم ولعائلاتهم، بعدما ضاقت بهم السبل في الوطن الأم. أو أن الحرص على مستقبل أولادهم دفعهم إلى مثل هذه «المغامرة»، حيث يقضون بضعة أشهر من السنة في «حياة ثلجية»، تصل خلالها البرودة إلى العشرينات تحت الصفر، ثم يحاولون العودة إلى البلد بمجرد انتهاء هذه المرحلة الصعبة.
واهتمامهم بأوضاع لبنان السياسية والاقتصادية، وخاصة استقرار سعر صرف الليرة، يعود إلى الهاجس الدائم الذي ينهش تفكير كل رب عائلة في الخارج، حول قرار العودة إلى الوطن وتوقيت تنفيذ مثل هذا القرار، وهل ظروف البلد الصعبة تشجع على العودة من حيث المبدأ، خاصة وأن العديد من العائلات ندمت على العودة، وشعرت بأنها «فاتت في الزجاج»، لأن ظروف البلد لم تكن مؤاتية، سواء من الناحية الاقتصادية والاستثمارية، أو من النواحي السياسية والأمنية، وحالة عدم الاستقرار شبه الدائمة في لبنان!
يتوقف النقاش حيث بدأ!
مَن يشجّع اللبنانيين على العودة في هذه الظروف المتعثرة؟