بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 نيسان 2019 12:10ص القدس.. عنوان زيارة البابا إلى المغرب..!

حجم الخط
حجبت أحداث القمة العربية، تفاصيل وأبعاد زيارة البابا فرنسيس الأول إلى المملكة المغربية، وما تخللها من مواقف ملفتة ومنسجمة مع التوجهات العربية، خاصة في ما يتعلق بهوية مدينة القدس.
اختيار أعلى مرجع مسيحي في العالم هذا البلد العربي بالذات لتأكيد معارضته لإجراءات إعلان القدس عاصمة للدولة الصهيونية، لأن المغرب يترأس اللجنة الإسلامية العالمية للدفاع عن هوية المدينة المقدسة، وخطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس كان حاسماً في التصدي للمخططات الإسرائيلية في ضم القدس الشرقية إلى الجزء الغربي من المدينة، واعتبارها عاصمة موحدة للدولة اليهودية.
وهوية القدس ومكانتها بالنسبة للسلطة الفلسطينية، تعتبر في طليعة العُقد التي أوقفت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وحكومة نتنياهو، طبعاً بالإضافة للإجراءات الأمنية المجحفة بحق الفلسطينيين، واستمرار خطط التهويد لأحياء المدينة العربية القديمة، وإنشاء المستوطنات حولها، بعد اقتلاع العائلات الفلسطينية من بيوتها، بالترغيب والترهيب، الأمر الذي يهدد بتغيير ديموغرافية المدينة وهويتها التاريخية الأصيلة.
وأهمية موقف بابا الفاتيكان في المغرب أنه يأتي بعد أشهر على قرار الرئيس الأميركي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وردود الفعل العالمية المستنكرة لهذه الخطوة، التي لم يتجرّأ عليها أي رئيس أميركي منذ أكثر من خمسين عاماً، مما يؤكد مرة أخرى أن المواقف الإسلامية والمسيحية متطابقة تماماً من قضية المدينة، المقدسة بالنسبة لأتباع مختلف الديانات السماوية، رغم كل المحاولات الخبيثة لتهويد أحيائها، وتغيير معالمها التاريخية.
والموقف الفاتيكاني الكبير جاء، أيضاً، على مسافة أيام من قرار ترامب بضم الجولان للسلطة الإسرائيلية، خروجاً على كل المعاهدات والأعراف والقوانين الدولية.
هذا التلاقي في مواقف أعلى مرجعية مسيحية مع الحقوق العربية المشروعة، إلى جانب وقوف عواصم القرار الدولي ضد قرارات ترامب وانحيازها الأعمى إلى جانب العدو الصهيوني، يتطلب حداً أدنى من التنسيق والتضامن بين العواصم العربية الفاعلة، لتفعيل الديبلوماسية العربية، ودعم الجهود المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية، حتى يكون بمقدور الجانب العربي استعادة المبادرة من الجانب الإسرائيلي، الذي استغل تداعيات الحروب والفوضى الأخيرة في المنطقة العربية، ليتفرّد بإدارة دفة الصراع، ديبلوماسياً واستيطانياً، بما يحقق مصالحه، ويُنشئ واقعاً جديداً على الأرض الفلسطينية!