بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 شباط 2021 06:50ص الكويت في أعيادها: أطفائي الخلافات العربية

حجم الخط
يحتفل الشعب الكويتي الشقيق هذه الأيام بعيدي الإستقلال والتحرير، أهم المناسبات الوطنية في تاريخ دولة الكويت على مدى ستين عاماً من الإستقلال.

 وإستطاعت الكويت تجاوز حجمها الجغرافي بسرعة، وإحتلت مكانة مرموقة في الحركة الديبلوماسية العالمية عبر الدوائر الثلاث الرئيسية: العربية والإسلامية والدولية، بفضل الإستراتيجية التي وضع أسسها الأمير الراحل صباح الأحمد الصباح حيث تولى رئاسة الديبلوماسية الكويتية على مدى أربعين عاما ونيف، والقائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعدم السماح للغير بالتدخل في الشأن الكويتي الداخلي، والحرص على سياسة حسن الجوار مع الدول المحيطة، والإلتزام بسياسة التضامن مع الأشقاء العرب، والحفاظ على وحدة الموقف بين دول مجلس التعاون الخليجي، والقيام بدور الإطفائي للخلافات الطارئة بين الأشقاء، وبذل المساعي الحميدة للتوفيق بين الأخوة، على نحو ما جرى من وساطة كويتية ناشطة بين السعودية وقطر بدأها الشيخ صباح، طيب الله ثراه، وتابعها خلفه الأمير نواف الأحمد الصباح وأثمرت مصالحة خليجية وعربية مع الدوحة في القمة الخليجية التي عُقدت في مدينة العلا التاريخية في المملكة السعودية. ولا بد من الإشارة في هذا المجال أن اللبنة الأولى في بناء إتفاق الطائف وضعت بعد جولة المشاورات الواسعة التي أجرتها اللجنة العربية السباعية برئاسة الشيخ صباح الأحمد مع القيادات السياسية والروحية اللبنانية على أرض الكويت، بتكليف من اللجنة العربية الثلاثية المؤلفة من العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز، وملك المغرب حسن الثاني والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد.

 والعلاقات الأخوية بين لبنان والكويت تميزت دائماً بالود والتقدير بين البلدين، على مستوى القيادتين والشعبين الشقيقين، حيث يُشارك اللبنانيون الأشقاء الكويتيين إحتفالاتهم الوطنية، ويجددون علاقات التعاون والتضامن التي تربط الشعبين الشقيقين .

 ويذكر الأخوة في الكويت بالخير دائما وقفة لبنان إلى جانبهم في الساعات الأولى لوقوع محنة الإحتلال العراقي لبلدهم في آب عام ١٩٩٠ ، حيث أدان رئيس الحكومة يومذاك الدكتور سليم الحص دخول الجيش العراقي إلى الكويت وطالب بإنسحابه فوراً، مؤكداً وقوف لبنان إلى جانب الكويت.

 وتحتل الكويت مكانة خاصة عند اللبنانيين الذين كانوا يرحبون دائماً بمجيء أمراء الدولة وكبار المسؤولين للإصطياف في لبنان، فضلًا عن حرص الأشقاء الكويتيين على التملك في بيروت والجبل وزياراتهم المستمرة إلى وطن الأرز.

 ودعمت دولة الكويت الشقيق المنكوب بقياداته السياسية في الأزمات والملمات، وكانت القيادة الكويتية تسارع إلى مد يد المساعدة وبلسمة الجراح، إبان الحرب السوداء وبعدها في فترة إعادة الإعمار، وبعد كل إعتداء إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وآخرها حرب تموز ٢٠٠٦ ، حيث وضعت الحكومة الكويتية نصف مليار دولار وديعة لدى البنك المركزي لتجنب إنهيار الليرة، فضلاً عن المساعدات المالية السريعة التي قدمتها لإعادة إعمار ما دمره العدوان الوحشي على قرى الجنوب والضاحية الجنوبية في بيروت.

غداً: البصمات الكويتية في مسيرة الإعمار والنهوض