بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 كانون الأول 2018 12:00ص اللبنانيون يُودّعون أسوأ الأعوام باللعنات..

حجم الخط
يُودّع اللبنانيون اليوم السنة الحالية وسط وابل من كل أنواع اللعنات والتشفي وحتى المسبّات، علّها تأخذ معها كل أمراض العجز السياسي، والركود التجاري، والتراجع الاقتصادي، وتدني مستوى الحياة غير المسبوق الذي عانت منه الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، طوال هذه السنة العجفاء!
يعتبر كثير من اللبنانيين أن العام المغادر كان من أسوأ الأعوام التي شهدها لبنان، في فترة ما بعد الحرب، لأن الحياة خلاله تحولت إلى حرب ضروس بين الناس الغلابى والبطالة والفقر والعجز المالي، في حين بقيت الطبقة السياسية الفاسدة على فسادها في عقد الصفقات والسمسرات، والإمعان في عمليات النهب المنظم للمال العام، فضلاً عن العجز المتمادي في معالجة المشاكل الحيوية والمزمنة، بدءاً من الكهرباء والنفايات، وصولاً إلى تلوث المياه واختلاطها بتصريف المجارير الآسنة، والفشل في التوافق على تشكيلة حكومية تتولى إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان!
لقد بلغ تعثر السلطة الراهنة حداً، أفقد ثقة الأشقاء والأصدقاء الذين التقوا في باريس خلال مؤتمر سيدر، وقرروا مساعدة بلد الأرز بأكثر من عشرة مليارات دولار، تؤمن عشرات الآلاف من الوظائف، وتموّل العديد من المشاريع الملحة في البنية التحتية، وتستجيب لضرورات إنمائية في مختلف المناطق اللبنانية، شرط تأمين الإصلاحات المالية والإدارية اللازمة للحد من الفساد «لأنه من الصعوبة القضاء عليه في لبنان!»، واعتماد الشفافية وقواعد الحوكمة في إدارة المال العام، وفي تنفيذ المشاريع الإنمائية.
فكانت النتيجة ليس الفشل في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وحسب، بل والعجز عن تشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر من انتهاء الانتخابات النيابية، من دون أن يظهر بصيص نور في نهاية النفق الحالي للأزمة الحكومية!
هل سيكون اللبناني أكثر تفاؤلاً في السنة الجديدة التي تطل علينا غداً؟
أقل اللبنانيين تشاؤماً يتساءل: وبماذا ستختلف السنة الجديدة عن أختها المنصرمة، طالما بقيت هذه الطبقة السياسية على حالها من الفشل والفساد والترهل، غير عابئة بوجع الناس، ولا بتردي الأحوال التي وصلت إلى تخفيض تصنيف لبنان الإئتماني، ووصولنا إلى الخط الأخير الفاصل بيننا وبين الدول الفاشلة في أفريقيا وأميركا الجنوبية وأنحاء المعمورة الأخرى، الأكثر تخلفاً في العالم!!
ورغم كل ذلك لا نملك إلا أن نقول: عام جديد وأمل متجدد بقيام الدولة التي نستحقها وتلبي طموح الشباب والأبناء والأحفاد!