بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 كانون الثاني 2021 07:43ص المصالحة الخليجية .. والمرحلة الذهبية العربية

حجم الخط
وسط الظلام الأسود الذي يهيمن على الوضع العربي، برزت شعلة نور من منطقة العلا السعودية، التي شهدت إنعقاد القمة الخليجية في دورتها الواحدة والأربعين، وتمت خلالها المصالحة المنشودة بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بعد سنوات عجاف من الخلافات التي أدّت إلى قطع كل العلاقات بين البلدين الجارين، وإلى إقفال الأجواء والحدود البرية بينهما.

عودة قطر إلى الحضن الخليجي ستطوي صفحة مؤلمة من الإنقسامات في الصف الخليجي، الأمر الذي أفقد مجلس التعاون الكثير من فعاليته السياسية والمعنوية، وأعاد الروح إلى هذه التجربة العربية الوحدوية الوحيدة الباقية على قيد الحياة، بعد الجمود الذي يسيطر على جامعة الدول العربية وأصابها بغيبوبة مديدة في السنوات الأخيرة.

 في الخلاف بين الأشقاء لا يكون هناك رابح وآخر خاسر، بل كل أطراف النزاع تُعتبر خاسرة، وإن بنسب متفاوتة، ولكن الرابح الأول هو الخصم الذي يتربص الدوائر بالمنطقة العربية، خاصة في خضم هذه المواجهة المشتعلة مع المحور الإيراني، وما تشكله التهديدات الإيرانية لأمن وإستقرار دول الخليج العربي.

 أجواء الترحيب الحارة التي أحاط بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إستقبال أمير قطر الأمير تميم بن حمد، أنعكست بشكل إيجابي مميز على إجتماع القمة، التي أقرت «بيان العلا» الذي كرس المصالحة الخليجية التاريخية، وأعاد اللحمة بين الدول الست، ووحّد الموقف الخليجي من الشراكة الإستراتيجية، في مواجهة الأخطار الإيرانية التي تهدد أمن المنطقة العربية.

 وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بالجهود الديبلوماسية المضنية التي بذلتها الكويت على مدى سنوات الخلاف، والتي بدأها منذ الأيام الأولى لإندلاع الأزمة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتابعها خلفه الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، حتى وصلت إلى خواتمها السعيدة. الأمر الذي يُعتبر نجاحاً جديداً للمدرسة الديبلوماسية الناشطة التي أرسى قواعدها الأمير الراحل الشيخ صباح، والتي تقوم على إعتماد الحوار والتواصل المباشر بين الإخوة لحل خلافاتهم، بما يُراعي المصالح المشتركة بينهم.

 المصالحة الخليجية، والرؤية الإستراتيجية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان في القمة، لا تعني الأشقاء في دول مجلس التعاون وحسب، بقدر ما تهم الأمة العربية، التي تتشارك جميعاً في التصدي لكل ما يُهدد أمنها وإستقرارها.

 فهل تكون وحدة الموقف الخليجي الخطوة الأولى في العودة الى المرحلة الذهبية في التنسيق والتعاون بين عواصم القرار العربي؟