بيروت - لبنان

اخر الأخبار

6 آذار 2018 12:02ص الملعب البلدي رئة الطريق الجديدة..

حجم الخط
لم يعد يجوز السكوت على هذا الزحف المخيف للباطون، مقابل التراجع المستمر للمساحات الخضراء في مختلف مناطق العاصمة.
آخر موجات الإسمنت التي تهدد معلماً بيروتياً تاريخياً، مشروع هدم الملعب البلدي في الطريق الجديدة، وتحويله إلى مشروع «مول» استثماري، لا يُبقي أي أثر للملعب الأخضر والمنشآت الأخرى.
من حق أبناء الطريق الجديدة، وشبابها الرياضي، أن يتظاهروا اعتراضاً على هذا المشروع، وللمطالبة بالحفاظ على هذه المنشأة التي تتجاوز بأهميتها كونها أول ملعب رياضي أنشئ بهذا الحجم في بيروت، لتشكل ذاكرة وطنية لأحداث ومناسبات شهدها الملعب البلدي، والتي يمكن إيجاز بعضها على النحو التالي:
١- شهد الملعب البلدي احتفال استلام اللواء فؤاد شهاب الراية الوطنية من المندوب الفرنسي، صبيحة إعلان الانسحاب الفرنسي من لبنان.
٢- احتضن الملعب حفلات التخرّج السنوية لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لعشرات السنوات، حيث كان يتخلل تلك المناسبات تمارين في الإسعاف الأولي والدفاع المدني، وغيرها من النشاطات الاجتماعية والتدريبية على الخدمات الوطنية.
٣- عايش هذا الصرح الاحتفالات الوطنية والقومية لنصرة القضية الفلسطينية، والدفاع عن ثورة الجزائر، فضلاً عن مواكبة الحركة الناصرية، لا سيما في ذكرى الوحدة بين مصر وسوريا.
٤- أُقيمت على أرض الملعب البلدي صلاة عيد الأضحى أيام المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، والتي رفعت الصوت عالياً ضد اتفاق ١٧ أيار مع العدو الإسرائيلي، وساهمت إلى حد كبير في الحراك اللاحق لإسقاط هذا الاتفاق.
٥- يمكن القول أن الرئيس رفيق الحريري دخل إلى بيروت من بوابة الملعب البلدي، حيث كان «ضيف شرف» في الاحتفال السنوي للمقاصد، ووقف إلى جانب رئيس المقاصد يومذاك تمام سلام، يحيي الجمهور المقاصدي المحتشد على المدرجات وفي الساحات، والذي تجاوز تعداده ٢٥ ألف شخص من الطلاب وذويهم والمدعوين.
لن نسترسل أكثر من ذلك، ويكفي أن نقول أن الملعب البلدي هو الرئة الأخيرة لمنطقة الطريق الجديدة، فحافظوا على سلامة وصحة نصف مليون نسمة من المنطقة ومحيطها يستفيدون من هذه المساحة الخضراء، ويعيشون مع ذكرياتها الوطنية المجيدة!