بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تشرين الأول 2020 08:21ص الميدل إيست تخترق ظلام المرحلة السوداء

حجم الخط
كلما تأزمت الأوضاع في لبنان، وانتشرت مناخات اليأس والإحباط في الفضاء اللبناني، تخترق طيران الشرق الأوسط ظلام المراحل السوداء، وتُشيع أجواء من التفاؤل والنهوض، وتزرع الأمل والطموح في النفوس.

 في ذروة الإنحدارات والإنهيارات المتلاحقة، وحالات الغضب والقنوط التي فجرها زلزال الأمونيوم في مرفأ بيروت، وسقوط السلطة في غياهب التقصير والفشل، تطل الشركة الوطنية الكبرى بإنجاز باهر تُفاخر به أضخم شركات الطيران في العالم.

 وصول الطائرة الجديدة، والأكثر حداثة، والأفضل تجهيزاً لراحة المسافرين، إلى مطار بيروت أمس، لتنضم إلى إسطول الميدل إيست، يشكل حدثاً وطنياً بإمتياز ، يتجاوز بأبعاده ومعانيه المعايير التجارية البحتة، ليؤكد للبنانيين أولاً، وللعالم ثانياً وثالثاً ورابعاً، قدرة هذا البلد، المنكوب بمنظومته السياسية الفاسدة، وسلطته الفاشلة، على النهوض ومواجهة التحديات، وقهر الصعوبات، والبقاء شامخاً شموخ أرزه الخالد، عندما تصل الأيدي النظيفة إلى مواقع القرار، متسلحة بالإرادات الصلبة، وبمعايير الشفافية والحوكمة، بعيداً عن أساليب السمسرات والصفقات.

 ليست عملية سهلة أن تحافظ شركة طيران لبنانية على تعهداتها بشراء ست طائرات من الجيل الجديد «لإيرباص»، بمئات الملايين من الدولارات، فيما البلد يتخبط في أزمات إفلاسية متشابكة، وكبريات شركات الطيران العالمية تنوء بخسائر تقدر بمئات المليارات، بسبب جائحة كورونا، وضمور حجم حركة الطيران الدولية، وإقفال مئات المطارات في العالم.

 لقد صمدت طيران الشرق الأوسط في وجه عاصفة الكورونا، التي جرفت شركات أميركية وأوروبية عديدة، وأوصلتها إلى إلإفلاس. وحرصت الإدارة الشجاعة والواعية للميدل إيست على الحفاظ على جميع الطيارين والفنيين والموظفين والعاملين فيها، وتأمين رواتبهم، رغم كل فترات التوقف، التي تخللها عمليات إجلاء اللبنانيين من الخارج، حيث شكلت ما يُعتبر جسراً جوياً بين الوطن وبلدان الإنتشار اللبناني.

 مبروك للبنان أجنحة الأرز الجديدة، وكل الدعم والتقدير لمحمد الحوت في إدارته الجريئة والحكيمة لهذه الشركة الحيوية التي ترفع علم الوطن خفاقاً في الأعالي.