بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تشرين الأول 2023 12:07ص النخب الإسرائيلية أسيرة الإحباط

حجم الخط
كلما زاد العدو الإسرائيلي إستشراساً في حرب الإبادة الهمجية ضد غزة وأهلها الأبطال، كلما أدركنا أكثر كم كانت ضربة ٧ تشرين موجعة، بعدما أسقطت إسطورة الجندي الذي لا يُقهر، وأظهرت عسكريين من قادة وضباط وجنود قيد الأسر والإذلال، فضلاً عن إنهيار وهم الحدود التي لا تُخرق، بعدما إجتاح المقاومون  المستعمرات المجاورة لغزة، وإستطاعوا الوصول إلى عسقلان، وكأنهم في نزهة صباحية. 
الإعلام الصهيوني مازال يعاني من ترددات هذا الزلزال الأمني غير المسبوق في تاريخ الدولة العبرية، وتظهر يومياً عشرات المقالات المتشائمة بمستقبل إسرائيل، فضلاً عما تُدلي به نخب المفكرين والمؤرخين والباحثين على شاشات التلفزة الإسرائيلية، وكلها تنتقد الإخفاق الحكومي في التعامل مع «كارثة غزة وتداعياتها»، وتدعو إلى التوجه  للحل السياسي مع الفلسطينيين، وقيام «جارة لنا نتعايش معها بسلام». 
فقد جاء في إفتتاحية جريدة «هآرتس» الإسرائيلية تحت عنوان: «الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم»، شهادات قاسية عن حالة الإحباط والتشكيك بمستقبل الدولة، خلال السنوات العشر المقبلة.
ــ إننا نتعرض لحرب لسنا من نديرها..، وبالتأكيد لسنا من ينهيها، خاصة وأن المدن العربية في إسرائيل فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ضدنا، بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية..
ــ هذا نذير شؤم على الدولة التي تأكد سياسيوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، وسياساتهم كانت تحتاج لأفق أبعد مما فكروا فيه..
ــ إنهم فعلاً أصحاب الأرض، ومَن غير أصحاب الأرض يُدافع عنها بنفسه وماله وأولاده، بهذه الشراسة، وهذا الكبرياء والتحدي..
ويضيف كاتب الإفتتاحية الملفتة:
ــ أنا كيهودي أتحدى أن تأتي دولة إسرائيل كلها بهذا الإنتماء وهذا التمسك والتجذر بالأرض، بعد أن أذقناهم ويلاتنا من قتل وسجن وحصار وفصل، وأغرقناهم بالمخدرات، وغزونا أفكارهم بخزعبلات تبعدهم عن دينهم،.. ولكن المفاجأة أن المتعاطي للمخدرات يهب للدفاع عن أرضه، ويتقدم صفوف رفاقه. 
- إن ما يجري اليوم، بعد وصول الصواريخ إلى تل أبيب والعديد من المدن الأخرى، لا يشجع على التفاؤل بمستقبل الدولة. وسواء بقينا لعشر سنوات أخرى أو لمئة عام، لا بد من إعطاء الفلسطيني دولة، ليصبح جارنا نعيش معه بسلام. 
إنها واحدة من الشهادات اليومية عن حالة الإحباط واليأس المهيمنة على النخب الإسرائيلية، رغم كل الهمجية التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الأعزل في غزة، والتي لم تمنع وصول صواريخ المقاومة إلى قلب تل أبيب.