بيروت - لبنان

اخر الأخبار

27 كانون الأول 2017 12:05ص النكد السياسي ينسف «هدنة» الأعياد..!

حجم الخط

يبدو أن النكد السياسي المُزمن لم يعد يراعي لا فرحة أعياد، ولا هدنة مؤقتة، ولا مراعاة لمشاعر اللبنانيين القادمين من بلاد الانتشار في أنحاء المعمورة، لتمضية الأعياد المجيدة مع أهاليهم.
جرت العادة، حتى في أشدّ أيام الصراعات والانقسامات، أن تتوافق الأطراف السياسية على «تهدئة ما»، تهدأ خلالها الحملات الإعلامية، وتتوقف محرّكات الخلافات ولو لأيام معدودات، وينعم اللبنانيون بفترة من الفرح، ينسون خلالها واقع السياسة البائس في هذا البلد المعذب!
ولكن ما حدث صبيحة عيد الميلاد، قلب هذه القاعدة رأساً على عقب. حيث اقتحم ملف ترقية ضباط «دورة عون» الهدنة المفترضة، وأشعل نيران السجالات بوتيرة غير مسبوقة، وبين مراجع عليا في السلطة، مما أدى إلى كهربة الأجواء السياسية، وتنغيص بهجة الأعياد على اللبنانيين، الذين قبلوا بـ«همّ» هذه الطبقة السياسية، ولكن لا الهمّ ولا السياسيين قبلوا بهم!!
التراشق الإعلامي بين بعبدا وعين التينة، الذي عاد إلى سيرته الأولى، إثر تصريحات الرئيس ميشال عون في بكركي، التي اعتبر فيها أن مرسوم ترقية الضباط المعنيين قانوني ونافذ، ولا يحتاج إلى توقيع وزير المال، قبل نشره في الجريدة الرسمية، وذلك على خلفية أن الذي يعترض على المرسوم فليذهب إلى القضاء! الأمر الذي دفع بالرئيس نبيه برّي إلى الرد سريعاً، وبمستوى المواقف التي طرحها رئيس الجمهورية، ناعياً التعاون بين المؤسسات، التي يُفترض أن تكون برعاية رئيس الجمهورية، ومُودّعاً اتفاق الطائف، والقواعد التي أرساها لتوازنات المعادلة الوطنية، ومبدأ الفصل بين السلطات، فضلاً عن تحديد إطار التوافقات بين أهل الحكم!
يبدو أن أهل السلطة لم يعتادوا العيش والتعاون في أجواء الوحدة الوطنية والوفاق السياسي، التي تجلّت إبان أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، فاستعجلوا العودة إلى براكين الخلافات والصراعات وتفجيرها في أيام الأعياد المجيدة، عوض تعميم الاحتفالات بإطلالة العام الجديد بالعروض النارية الملوّنة، كما يجري في بلدان العالم، بما فيها جمهوريات التخلف أو الموز، في أفريقيا وأميركا اللاتينية.
وكما قال الرئيس نبيه بري: «المخفيّ أعظم!!».