بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2020 06:50ص بين إنتخابات اليسوعية والحملة على القصار..

حجم الخط
لبنان أصبح بلد المتناقضات في زمن الإفلاس والإنهيارات!

 ما حدث في اليومين الماضيين، أكد إصرار الشباب على التغيير، بقدر ما كشف ضياع البعض في شعارات فارغة، أساءت لروح الثورة، وشوّهت مستوى الأداء والوعي الذي طالما تحلّى به شباب الإنتفاضة.

 الحدث الأول حصل في الجامعة اليسوعية، والتطورات التي أحاطت بالإنتخابات الطلابية، بداية بالإشتباكات المرفوضة بين طلاب القوات اللبنانية وحزب الله، عشية يوم الإقتراع، والتي كادت تُعيد إلى الأذهان الإنقسامات الطائفية البغيضة. ثم المفاجأة الكبيرة في نتائج الإنتخاب التي أسفرت عن فوز اللائحة العلمانية بمواجهة اللوائح الحزبية المتصارعة، حيث قال طلاب الجامعة الكاثوليكية كلمتهم في رفض الطائفية السياسية والحزبية، والتوجه إلى الدولة المدنية التي تُساوي بين مواطنيها، وتعتمد معايير الولاء للوطن، ولا تُفرق بين مواطن وآخر على خلفية الهوية الطائفية، كما هو حاصل حالياً في هذا النظام الطائفي المتداعي.

 وتكمن الأهمية المضاعفة لهذا الحدث، أن طلاب اليوم سيشكلون نُخب الوطن غداً، ويتولون مهام القيادة في مختلف المجالات السياسية وغير السياسية، وعلى أمل أن يتابعوا مسيرة التغيير نحو الدولة المدنية، وإنقاذ الوطن من شرور الطائفية والحكام الطائفيين الذين جعلوا من الدين مطية لزعاماتهم في البازار السياسي.

 الحدث الثاني، كان مُحاطاً بجملة من الإلتباسات التي أساءت لمفاهيم الإنتفاضة، وكشفت تسرع بعض الشباب في إستخدام شعاراتها في غير موضعها الصحيح.

 الشريط المتداول على وسائل التواصل الإجتماعي حول تعرض بعض الشباب لأحد قادة النهضة الإقتصادية للبنان طوال عقود من الزمن، بحجة أنه يُدخّن السيكار، فيه الكثير من التجني على قامة وطنية بحجم عدنان القصار، تقاعد منذ فترة من الإدارة المصرفية والأعمال الإقتصادية، مكتفياً بما حققه من إنجازات لوطنه على المستوى العالمي، حيث كان أول عربي يترأس غرفة التجارة الدولية، والأول عربياً الذي أقام جسراً تجارياً مع الصين، مستشرفاً أهمية هذا المارد عندما يخرج من القمقم الذي كان حبيسه فترة ليست قصيرة من الزمن.

 لا يجوز عدم التمييز بين الصالح والطالح، بين من رفع إسم لبنان عالياً في العالم، وترك بصمات واضحة في مسيرة أيام العز والإزدهار، وبين من إنتهز الفرص الملتبسة وتسلق على مصالح البلاد والعباد، ليكدس ثروات النهب والسرقات.

 أيها الكبير ستبقى سيرتك العصامية، ومسيرتك الرائدة، وتاريخك النقي والناصع البياض، أقوى من كل حملات التشويه والإفتراء.