بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 نيسان 2020 08:06ص بين الميدل إيست وكهرباء لبنان...!

حجم الخط
لا يمكن بناء دولة بأساليب الحرتقات والنكايات، ومن المُحال أن يخرج البلد من دوامة أزماته الحالية طالما بقيت عقلية «أنا أو لا أحد» هي السائدة عند أهل الحل والربط في السلطة.

الحملة العشوائية والحاقدة المتجددة على طيران الشرق الأوسط، الشركة الوطنية الكبرى في لبنان، هي أشبه بفيروس كورونا المستجد، الذي يغزو العالم هذه الأيام، ويُعطل عجلة الإنتاج في العالم، ويُهدد بإفلاس شركات عملاقة، لها تاريخها في النجاح وتجاوز التحديات.

ويبدو أن الحملات المغرضة السابقة على الميدل إيست ورئيسها محمد الحوت، لم تشفِ غليل أصحابها، ولم تحقق الأهداف المبتغاة منها، فجاءت حملة إعادة اللبنانيين من الخارج على أجنحة الشركة الوطنية، لتشكل مناسبة لإعادة توجيه السهام المسمومة لهذا الصرح الوطني، ببيانات شعبوية رخيصة، تستغل مشاعر اللبنانيين القلقين على حياتهم ومصير عائلاتهم، بذريعة سعر تذاكر العودة المرتفعة!

لم تنفع توضيحات وزير الأشغال المعني مباشرة بالطيران المدني، وبمتابعة حركة المطار، عندما شرح للبنانيين أن طائرات الميدل إيست تُقلع من بيروت بدون ركاب، وتعود بنصف حمولتها من العائدين، حسب مقتضيات السلامة من الفيروس الخبيث، وتقيّداً بتعليمات وزارة الصحة، وقواعد منظمة الصحة العالمية، التي تقضي بتوزيع الركاب على مسافات متباعدة، تجنباً لانتشار العدوى، في حال كان أحدهم يحمل الفيروس، ولم تظهر عوارضه عليه.

فكان أن أصبحت الكلفة العالية للرحلات بمثابة قميص عثمان، عند التيار الباسيلي، الذي ضرب بضرورات التضامن الوطني في الحرب ضد الكورونا عرض الحائط، متجاهلاً دعوات رئيس الجمهورية للبنانيين بضرورة التكاتف والاتحاد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وأطلق حملة من المزايدات المكشوفة والرخيصة مشككاً بقدرات الشركة الوطنية، والنجاحات المشهودة التي حققها رئيسها، على مدى العشرين سنة الماضية.

ردّ الحوت المنطقي والمُقنع، والذي استند إلى الأرقام الواضحة، وعدّد الأولويات بصراحة ووضوح، مشدداً على أهمية الحفاظ على ديمومة العمل للموظفين والفنيين والعمال، وتأمين رواتبهم في هذه الأيام الصعبة، كشف زيف الادعاءات الفارغة التي ترددها بيانات التيار الباسيلي.

طيران الشرق الأوسط تحوّلت من شركة مفلسة قبل عشرين سنة، إلى مؤسسة رابحة، بعد تحقيق الإصلاحات الجذرية والجريئة في عهد محمد الحوت، فهل مَن يسأل مَن حوّل مؤسسة كهرباء لبنان من إدارة نموذجية ناجحة ومربحة، إلى مؤسسة متعثرة ومفلسة، تسببت بأكثر من ثلث المديونية العامة للدولة، التي أصبحت عاجزة عن سداد ديونها؟

مجرد سؤال ساذج يحتاج إلى جواب ذكي!