بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2017 12:05ص تجربة وطنية تستحق التقدير..!

حجم الخط
.. وأخيراً، وبعد خمس عشرة سنة من الانتظار، تمّت تسمية أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وأعيدت الروح إلى المؤسسة الرسمية الوحيدة التي تجمع طرفي الإنتاج، من عمال وأرباب العمل، برعاية ومتابعة ممثلي الدولة.
التشكيلة الجديدة جاءت نتيجة محاصصة مفضوحة بين الأطراف السياسية، التي اكتفى معظمها بتعيين المحاسيب والموالين «على العمياني»، وغابت عنها الخبرات والكفاءات المشهود لأصحابها باستقلاليتهم، ومؤهلاتهم العلمية والشخصية، الأمر الذي سيجعل من المجلس الجديد مجرّد صدى لمواقف أطراف السلطة، سواء في توافقاتهم، أم في اختلافاتهم!
المحزن فعلاً، أن أصحاب الحل والربط ، لم يحاولوا الاستفادة من تجارب وخبرات أعضاء من المجلس السابق، خاصة رئيسه رجل الأعمال روجيه نسناس، الذي حرص على إبقاء راية لبنان مرفوعة في المنظمات الاقتصادية الاجتماعية المماثلة، على مختلف المستويات العربية والإقليمية والدولية، وتبوّأ عدّة مناصب قيادية، آخرها رئاسة المنظمة العربية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية، بشبه إجماع من معظم ممثلي الدول العربية.
ويعتبر الكتاب - الموسوعة الذي أصدره العام الفائت برعاية رئيس الحكومة السابق تمام سلام، بمثابة مرجع وطني شامل عن المشكلات والمعوّقات التي تعترض مسيرة الإنماء والتطوير في لبنان، واقتراح الحلول العلمية والعملية لها، نتيجة دراسات ومناقشات استمرت ردحاً من الزمن، وشاركت فيها نخبة من خبراء المال والاقتصاد والإصلاح، من وزراء ورؤساء هيئات، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين.
قد لا يعجب البعض أن يبقى روجيه نسناس رئيساً للمجلس الاقتصادي في العهد الحالي، ولكن من واجب الدولة المبادرة إلى تكريمه وأمثاله، تقديراً لما قدّمه للوطن من حضور فاعل في المحافل العربية والعالمية، في زمن التشتت السياسي والفراغ الرئاسي!