بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الأول 2019 06:10ص تحرّروا من قيود «نظرية المؤامرة»..!

حجم الخط
لماذا يُلقي العرب إخفاقاتهم وأزماتهم على غيرهم، متسترين بنظرية «المؤامرة»؟

هذا السؤال كان محور نقاش معمق، في إحدى جلسات مؤتمر «فكر ١٧» المنعقد في مدينة الخبر السعودية، من قبل أربعة من المفكرين الإستراتيجيين المعروفين بسمعتهم العالمية، وبجدية المؤسسات التي يديرونها على المستوى الدولي.

جوزيف مايلا، اللبناني الأصل، الفرنسي الجنسية، ناوكي تاناكا الياباني، الخبير في دراسات السياسات العامة الدولية، حسين حقاني سفير باكستان الأسبق في واشنطن، ومدير معهد جنوب ووسط آسيا، وفرديريك شاريون من المدرسة العليا للعلوم الإقتصادية والتجارية في باريس، ناقشوا على مدى ساعتين «التحولات والتحديات والرؤى» في العالم العربي بين اليوم والغد، وخلصوا إلى عدة نقاط مهمة، يمكن إختصار أهمها بالبنود التالية:

١- مسيرة التحولات التي إنطلقت في بعض الدول العربية في أواخر القرن الماضي، تعرضت لإرهاصات وعمليات إجهاض مختلفة، فرغتها من مضامينها الإنسانية والتنموية. والرهان في هذه الفترة على تجربة التحولات التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي حققت الكثير من التغيير، حتى الآن، في نمط التفكير خاصة لدى الأجيال الشابة، التي تستعد للمشاركة في تحمل مسؤوليات النهضة الجديدة للمملكة.

٢- إن أخطر التحديات التي تواجه العالم العربي تكمن في القدرة على التحرر من «نظرية المؤامرة»، كلما تعرضت بلدانهم لإهتزازات داخلية بسبب سوء الإدارة السياسية. ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن والعراق من عنف، يحاولون تبريره بالتآمر الخارجي، ورغم سلمية وديموقراطية التحركات في لبنان والسودان والجزائر، فإن الإنتفاضات الوطنية تعرضت للتشكيك بنظرية المؤامرة الخارجية.

في حين أن المطلوب أن يبادر الحكام وصنّاع القرار إلى إستيعاب أسباب التململ والإعتراضات الشعبية، والعمل على معالجتها عبر تحقيق المطالب المحقة بالعيش الإجتماعي الكريم، وممارسة الحريات الشرعية.

 ٣- اعتبر المتناقشون أن غياب سياسة التخطيط الإستراتيجي، عند معظم الدول العربية، يحجب «الرؤى» المستقبلية عند صُنّاع القرار، ويحول دون تنفيذ مخططات تنموية متوسطة وطويلة الأجل، فضلاً عن الإرباكات التي تُصيب برنامج الأولويات الذي غالباً ما يخضع لإستنسابات لا علاقة لها بدراسة الإحتياجات بطريقة علمية وواقعية.

وكانت لافتة كلمات الخبير الباكستاني التي وجهها إلى العرب في ختام مداخلته، حيث توجه إلى جمهور الحاضرين بالقول: بادروا إلى الإبداع في مسيرة التغيير والتطوير، وتحرروا من قيود «نظرية المؤامرة»!