بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 تشرين الثاني 2019 06:05ص تحية لأمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة

حجم الخط
التظاهرة النسائية التي جمعت أمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة، بعد التوتر المخيف ليلة أول أمس، جسدت مشهداً حضارياً آخر من مشاهد هذه الإنتفاضة السلمية والمميزة بكل مظاهرها الحضارية في مختلف المراحل التي قطعتها حتى الآن.

 لقد بددت هذه التظاهرة الحاشدة مخاوف الأجيال التي عايشت مآسي حرب ١٩٧٥، التي إنطلقت شرارتها من الإشتباكات المسلحة بين الشياح وعين الرمانة، لأن شباب اليوم من الجهتين، الذين تواجدوا على محاور هذه المنطقة ليلة الأربعاء، لا يعرفون ويلات الحروب وآلامها، ولا يعلمون أن الحرب تبدأ بشرارة سريعة الإشتعال، ولكن إطفاء نيرانها لاحقاً قد يحتاج إلى سنوات. 

خروج نساء المنطقتين إلى الشارع في تظاهرة مشتركة رافعين فيها يافطات الحرص على الأولاد، والتمسك بالعيش المشترك والجيرة الحسنة، والدعوة إلى المحبة والتسامح، ونبذ العنف والكراهية، وكل أنواع التنمر والإستفزاز، هذا الخروج أثبت مرة أخرى، أن اللبنانيين واللبنانيات أصبحوا أكثر وعياً من هذه الطبقة السياسية، وبعض القيادات الحزبية، التي لا تتورع عن إستغلال حماس الشباب وإندفاعهم، لتحقيق مآربها السياسية والفئوية.

لقد تحملت الشابات والشيبة من النساء والأمهات من مختلف الفئات العمرية، مسؤوليات جسام في إبراز الجوانب الجمالية من هذه الإنتفاضة الفريدة بسلميتها وحضارتها، سواء في العرض المدني الباهر في يوم الإستقلال، والذي أثار إعجاب الإعلام العالمي، أو خلال النشاطات اللوجستية الداعمة للإعتصامات في الشوارع والساحات، والتي وصلت إلى حد تولي سيدات مُتقدمات بالسن إعداد الطبخات والسندويتشات، فضلاً عن المشاركة الناشطة للعديد من الأكاديميات في تقديم الندوات الحوارية والتثقيفية التي تشهدها الخيم في ساحات الإعتصام.

تحية لأمهات وسيدات الشياح وعين الرمانة على مبادرتهن الوطنية الواعية، وسلام على نساء وشابات الإنتفاضة على حضورهن الفاعل في مختلف الساحات، ومواجهة الضغوطات والتحديات بكل إقدام وشجاعة!