فاجأني السياسي البيروتي المخضرم، صباح أمس، بقوله: لماذا يستعجلون تشكيل الحكومة.. وهل إذا تمّ التأليف وباشرت أعمالها ستستطيع أن «تشيل الزير من البير؟!».
قلت له: «كيف يمكن لبلد في حالة اعتلال اقتصادي وعدم استقرار سياسي أن يبقى بدون حكومة؟».
ضحك الرجل، وكأنه لم يقتنع بجدوى السؤال، وقال: «وهل هذه المرّة الأولى التي يتأخر فيها تشكيل الحكومة؟ هل نسيتم أن حكومة الرئيس الحريري أمضت ستة أشهر قبل ولادتها الميمونة، وأن حكومة الرئيس ميقاتي أخذت سبعة أشهر قبل أن تبصر مراسيمها النور، وحكومة الرئيس سلام بقيت مُعرقلة أكثر من أحد عشر شهراً؟».
قلت: «لم أفهم إلى أين تريد أن تصل بهذا الكلام؟».
أجاب: «باختصار، هذا التهويل الذي يُمارس من قبل المحسوبين على العهد، على الرئيس المكلف مرفوض، بكل المقاييس السياسية والوطنية والميثاقية. ومحاولات عودة عقارب الساعة إلى ما قبل اتفاق الطائف هي مغامرة جديدة، لن تفيد أصحابها، بل وستعرّض البلد لمواجهات عسيرة، وتقضي على مصداقية العهد، وفعالية خطاب قسم الرئيس في مجلس النواب، في الحفاظ على مبادئ الميثاق الوطني والدفاع عن الدستور».
وأضاف: «الكل يعرف أن العُقد التي تحول دون ولادة الحكومة ليست في «بيت الوسط»، ومسببوها ليسوا جماعة «تيار المستقبل»، بل هم الفريق المقرّب لرئيس الجمهورية الذي يتدخل في الحصة الدرزية، وعينه على المقاعد السنية، ويسعى إلى الهيمنة على المقاعد المسيحية، من خلال تحجيم حضور «القوات اللبنانية» في الحكومة العتيدة».
وختم: «لماذا إذاً تحميل الرئيس المكلف مسؤولية معالجة العُقد الناتجة عن وضع عصي اللاهثين وراء الهيمنة في دواليب تأليف الحكومة؟».
يبدو أن هذا السؤال يحتاج للرد عليه إلى مؤتمر صحفي جديد للوزير جبران باسيل!!!
«نون...»