بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2019 12:23ص تصحيح المسار قبل تلاشي تبريد الأجواء..

حجم الخط
هل ستحقق «انتفاضة» الرئيس الحريري الأهداف المرجوة منها، خاصة في ترميم التسوية الرئاسية، وتصحيح مسار السلطة، وإعادة التوازن إلى المعادلة الداخلية؟

السؤال تحوّل إلى نقاش في الأوساط السياسية والمدنية التي تراقب بحذر شديد، نتائج الكلام العالي اللهجة الذي ساد في مؤتمر رئيس الحكومة الصحفي أول أمس، والذي طرح فيه معاناته من بعض ممارسات الشريك الأساسي في التسوية، وما يطرحه الوزير جبران باسيل في خطاباته الشعبوية من شعارات ومزايدات، أثارت حفيظة الشارع السني، وصبّت الزيت على حالة الغليان والغضب المهيمنة على جمهور الحريري وتيار المستقبل، بعدما اكتشفوا أن كل ما يُحكى عن إنجازات التسوية، إنما كان لصالح التيار البرتقالي، على حساب التيار الأزرق وجمهوره.

ورغم أن الرئيس الحريري مشى نصف الخطوة الاعتراضية على ما آلت إليه الأمور، تاركاً الباب مفتوحاً أمام عودة المياه إلى مجاريها مع شريكه في التسوية، فإن نجاح محاولات ومساعي ترميم العلاقات التحالفية بين الطرفين، ليست مسؤولية الحريري وتياره وحدهما، بقدر ما هي مسؤولية مشتركة مع الوزير جبران باسيل وتياره، حيث من المفترض أن يُبدي تفهماً لاعتراضات رئيس الحكومة، ويعمل على ملاقاته في منتصف الطريق، ويسلم بضرورة تصحيح المسار وإعادة التوازن إلى موازين السلطة، وإلى المعادلة الداخلية.

يمكن القول أن الحريري حاول تبريد أجواء الغليان السائدة في الشارع السنّي، ونزع فتيل أى انفجار يمكن استغلاله سياسياً أو أمنياً، محدداً مواقع الخلل الفاضح، من الحديث عن السنّية السياسية واغتصابها السلطة من المارونية السياسية، إلى التطاول غير المبرر على مدينة طرابلس وأهلها إثر العملية الإرهابية البشعة عشية الفطر، إلى مهزلة محاكمة سوزان الحاج في العسكرية، وإقدام ممثل الحكومة في هذه المحكمة على الادعاء على مدير عام قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات، في خطوة عير مسبوقة في تاريخ الجمهورية السعيدة!

ولكن مفعول التبريد سرعان ما يتلاشى، ويثير ردود فعل أشد سلبية من الحالية، في حال لم تؤخذ انتقادات الحريري بعين الاعتبار، ويتم تصحيح الممارسات قبل فوات الأوان!