بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 أيلول 2017 12:05ص توطين المكسيكيين أقل كلفة على ترامب..!

حجم الخط
ما كان ينقص الوضع السياسي المتأزم أصـلاً، إلا صبّ زيت التوطين على الخلافات والسجالات والمزايدات المشتعلة بين الأطراف السياسية، حول مواعيد الانتخابات، وأدواتها المختلفة، وفي مقدمتها البطاقة البيومترية.
مسارعة الرئيس سعد الحريري إلى تأكيد رفض كل أنواع التوطين، والالتزام بما نصت عليه مقدمة الدستور، من رفض قاطع وحاسم للتوطين، يجب أن تضع حداً للسجالات والمزايدات حول هذا الموضوع، مع أهمية تظهير موقف لبناني واحد من هذه المسألة البالغة الحساسية.
كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبقى مجرّد حديث سياسي، كما وصفه رئيس الحكومة، طالما أن واشنطن لم تتقدّم إلى مجلس الأمن، أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشروع قرار لتوطين النازحين السوريين في البلدان المجاورة، والتي فتحت حدودها لاستقبالهم لدواع اختلط فيها السياسي بالإنساني، فضلاً عن الرعاية الدولية لتوفير المساعدات الممكنة لملايين النازحين.
موقف ترامب من التوطين، ليس الأول من نوعه، الذي يُظهر حجم التخبّط في إدارة البيت الأبيض في العديد من الملفات الأساسية، بدءاً بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، إلى نيته إقامة جدار فاصل على الحدود مع المكسيك، للحد من الهجرة المكسيكية باتجاه بلاده!
كيف يوفق سيّد البيت الأبيض بين مطالبته بتوطين النازحين في بلدان الجوار، وهو لا يتحمل وجود بضعة آلاف من المكسيكيين في بلاده؟
ما هي المعاهدات الدولية، أو القوانين والأنظمة التي يستند عليها ترامب، عندما يطرح مثل هذا الكلام، من أعلى منبر أممي في العالم؟
وماذا تحمّلت بلاده من أعباء النزوح السوري، حتى يزعم أن توطينهم أقل كلفة من إعادتهم إلى بلادهم؟
عميل الاستخبارات الأميركية الهارب سنودن كشف مدى قذارة الدور الأميركي في تكوين التنظيمات الإرهابية، والتلاعب بمصائر الأمم والشعوب!
ويبقى السؤال الذي نتمنى على الرئيس ميشال عون طرحه على ترامب:
لماذا لا توطن المهاجرين المكسيكيين في بلادك، وتوفر مليارات إنشاء الجدار الفاصل؟
فالتوطين أقل كلفة عليك من جدار العار!