بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2018 12:02ص تيلرسون في بيروت.. أين الديبلوماسية اللبنانية؟

حجم الخط
 
أن يقوم وزير الخارجية الأميركية بزيارة إلى بيروت، فهذا يعني أن لبنان عاد إلى خريطة الاهتمامات الأميركية في المنطقة، بعد غياب شبه كامل طوال فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما.
ولكن لبنان الديبلوماسي بدا وكأنه غير مستعد لهذه الزيارة، أو على الأقل، لم يكن تحضير ملفات البحث والموضوعات بمستوى الأهمية اللازمة لمحادثات مع رئيس الديبلوماسية الأميركية، رغم أن لبنان يواجه إشكاليات عويصة، وعلى جانب كبير من التعقيد، مع الدولة الصهيونية بالنسبة لملفيّ النفط والغاز في الحدود البحرية، وبناء الجدار الإسمنتي داخل بعض نقاط الشريط الأزرق على الحدود البرية.
ولعل صدمة الوزير الأميركي بعدم وجود مثيله اللبناني في استقباله عند وصوله إلى القصر الجمهوري، تكشف مدى التقصير والإرباك من الجانب اللبناني في التعاطي مع وقائع الزيارة، والاستفادة من أهميتها!
قد يكون عدم وجود رئيس الجمهورية في قاعة الاستقبال، عند وصول الوزير الضيف، يعود إلى وصول تيلرسون إلى القصر الرئاسي قبل موعده بخمس دقائق، على ما أعلن الإعلام الرسمي، ولكن كان من البديهي أن يكون وزير الخارجية اللبناني في استقبال زميله الأميركي وفق ما تقتضيه الأعراف والأصول البروتوكولية.
أما الادعاء بأن تأخر الوزير باسيل في الوصول إلى قصر بعبدا سببه زحمة السير على الطرقات المؤدية إلى بعبدا، فهو قول يدعو للشفقة، وغير مقنع، على طريقة المثل المعروف: «هذه الحُجة لا تقلي عجّة!».
لم يحصل في التاريخ الديبلوماسي اللبناني مثل هذا الخلل الفادح، في التعاطي مع رئيس ديبلوماسية الدولة الأعظم في العالم، حيث وجد نفسه في قاعة الاستقبال بين الصحافيين ومجموعة من الموظفين، فاضطر إلى سحب هاتفه الخليوي من جيبه، ليمضي دقائق الانتظار الثقيلة بالتي هي أحسن، ريثما يصل الوزير المعني، أو يدخل الرئيس ليجلس على كرسيه مرحباً حسب الأصول!
ولعله بسبب هذا الإشكال، بقي تيلرسون مصغياً ولم يتكلم كثيراً، وكأنه فقد شهيته على الكلام!