بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيار 2019 12:40ص جامع مسامير وصانع للطائرات..!!

حجم الخط
صديقي الإماراتي بعث لي القصة التالية، وتمنى نشرها في هذا الشهر المبارك، لما تحويه من حِكَم وعبر: 

وزير الصناعة في الهند كان يزور أحد المصانع، لفت انتباهه عامل يُعبّئ المسامير في العلب، وهو يغني ووجهه يطفح بعلامات السعادة. فاقترب منه وسأله مستغرباً سعادته: ماذا تفعل؟  فأجاب: أصنع الطائرات!! فصرخ به متعجباً وموبخاً: طائرات؟ فرد الرجل بكل هدوء وثقة بالنفس: نعم سيدي طائرات. هذه الطلبية لشركة تصنيع طائرات، والطائرات التي تسافر عليها لا يمكن أن تطير من دون هذه المسامير الصغيرة!

هذا العامل البسيط كشف لنا سر قيمتنا ونظرتنا لأنفسنا، وأحد أسباب سعادتنا.

ثمة فرق كبير بين من يرى نفسه جامع المسامير وبين من يرى نفسه شريكاً في صنع الطائرة. فرق كبير بين مَن لا يرى من وظيفته إلا الأجر الذي يجنيه وبين من يرى الأثر الذي يتركه.

أنت لست مجرد كنّاس للطريق، انت تساهم في تجميل وجه المدينة. أنت لست مجرد خياط، أنت تهب الناس لمسة أناقة. أنت لست مجرد خطيب على المنبر، أنت تمهد طريق الناس إلى رب العالمين. أنت لست مجرد مُدرّس أولاد، أنت صانع أجيال. أنت لست مجرد طبيب أنت مخفف آلام البشر. أنتِ لستِ مجرّد ربة أسرة، أنتِ أول وأهم مُربٍ، فليس ثمة أهم من صناعة الإنسان.

وتخلص القصة إلى التركيز على العبر: 

«كل من لا يرى من عمله إلا الأجر الذي يتقاضاه هو إنسان أعمى لا يرى. وهناك أثر يجب ألا يغيب عن بالنا، وهو الذي يجعل العمل رسالة، ويعطي الإنسان قيمته. وقيمة الإنسان الحقيقية هي الطريقة التي ينظر بها إلى نفسه، لا الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليه.

لا يستطيع أحد إذلالك ما لم تكن أنت تشعر بالإذلال في داخلك. ولا أحد يستطيع رفع قيمتك ما لم تكن أنت تشعر بقيمة نفسك!».

تُرى كم نحن في لبنان بحاجة إلى مثل معنويات ذلك العامل الهندي البسيط ؟