بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تشرين الأول 2020 12:25ص جردة تحالفية في السنة الرابعة..

حجم الخط
لم يسبق أن حصل في أي عهد استقلالي، أن أطلّت الذكرى الرابعة لوصول رئيس الجمهورية إلى قصر بعبدا، وسط صمت مُطبق من صاحب الذكرى، الذي تردد أنه لم يجد من الإنجازات والأهداف ما يستحق أن يتحدث به إلى شعبه المنكوب!

ليس سهلاً البحث عن «إنجاز ما» لعهد أمضى سنواته الأربع، في معارك دونكيشوتية في الداخل والخارج، منذ الأيام الأولى لاستلامه سلطاته الدستورية.

لم يكن اتفاق معراب الذي دعم ترشيح العماد عون قد جف حبره، عندما بدأت المعركة مع الحليف المسيحي الذي فتح أبواب قصر بعبدا، بعد ثلاثين شهراً من تعطيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية. سرعان ما اكتشفت قيادة القوات، أن اتفاق الشراكة مجرد ورقة، يمكن نقعها وشرب مياهها، ولكن لا قيمة سياسية فعلية لها. ومنذ الصدام الأول بين «الحليفين اللدودين»، بادر فريق رئيس الجمهورية إلى صب الزيت على نيران الخلافات الطارئة، وأوصلت محاولات التطويق إلى طرق مسدودة، ولم تنفع معها مساعي المرجعيات الروحية في رأب الصدع قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.

العلاقة التحالفية مع تيار المستقبل، كانت أوفر حظاً نسبياً، حيث دامت حتى عشية انتفاضة ١٧ تشرين، ثم انهارت بضربة واحدة، خسر بنتيجتها العهد الحليف السني القوي، ولم يكسب بديلاً مقبولاً عنه.

العلاقة مع عين التينة لا تحتاج إلى كثير من الشرح والتبرير، فالكيمياء بقيت غائبة مع «الأستاذ» طوال السنوات الأربع الماضية، وليس في الأفق ما يؤشر إلى احتمال حدوث أي تغيير جذري في ما تبقى من ولاية العهد.

ما يُقال عن المستقبل وأمل والقوات، يقال مثله وأكثر في تردي علاقات العهد مع القوى السياسية والحزبية الأخرى، بدءاً من التقدمي الاشتراكي وحزب الكتائب والوطنيين الأحرار، وصولا إلى المردة شمالاً، فضلاً عن خروج شخصيات سياسية مرموقة، مثل إيلي الفرزلي وميشال معوض وحزب الطاشناق، وغيرهم من تكتل النواب العونيين.

انفجار مرفأ بيروت، تعثر تأليف حكومة الإنقاذ، تجميد التشكيلات القضائية، تفاقم وباء الفساد، مسلسل الانهيارات المستمرة في مختلف القطاعات المالية والاقتصادية والمعيشية، كلها مؤشرات مدمرة عن حجم الكوارث التي يتخبّط فيها البلد، مع بداية السنة الخامسة للعهد!