بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيار 2020 08:09ص جنبلاط في بعبدا مبتعداً عن الحريري وجعجع؟

حجم الخط
البلد يُعاني من سلسلة من أزمات الثقة، بعضها داخلي وتعني الأطراف السياسية المتحالفة والمتخاصمة على السواء، وبعضها الآخر خارجي حيث فقدت الدول الشقيقة والصديقة، ومعها المؤسسات المالية الدولية الثقة بقدرة الدولة اللبنانية على التخلص من المنظومة السياسية الفاسدة، والشروع بإصلاحات جدية، نفد صبر المجتمع الدولي بانتظارها!

الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط إلى بعبدا أمس، تُجسّد حجم الثقة المفقودة بين أطراف الخندق الواحد، أو هكذا يُفترض على الأقل.

فبعد تسريبات وتكهنات شغلت الوسط السياسي في الأسبوعين الماضيين حول قيام جبهة معارضة تضم إلى الاشتراكي، المستقبل والقوات والكتائب، جاء كلام جنبلاط من قصر بعبدا لينفي كل هذه الاحتمالات، بل وليذهب بعيداً بإعلان رغبته بتحسين العلاقات مع الخصم اللدود، التيار الوطني ورئيسه جبران باسيل، داعياً إلى تنظيم الخلافات بينهما في القضايا التي لا يتم التوافق حولها.

يبدو جنبلاط في هذا الموقف، وكأنه «يردّ الرجْل» لحليفيه السابقين، سعد الحريري وسمير جعجع، عندما تركه كل واحد منهما، وذهبا للتحالف مع العماد ميشال عون وتياره، الأول من خلال «التسوية الرئاسية»، التي أوصلت جنرال الرابية إلى قصر بعبدا، والثاني باتفاق معراب الشهير، الذي فتح أبواب التوافق المسيحي - المسيحي على ترشيح العماد عون للرئاسة الأولى، في حين بقي جنبلاط وحيداً في معارضته لرئيس التيار العوني السابق.

شهر العسل بين بعبدا ومعراب لم يدم طويلاً، واهتز عند تشكيل الحكومة الأولى في عهد عون، وسرعان ما سقط نهائياً على إيقاع حملات التشكيك والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، والتي كشفت عن خبايا اتفاق تقاسم النفوذ الذي لم يُنفذ.

في حين استمرت وحدة الحال بين التيار والمستقبل، من خلال العلاقات الشخصية بين باسيل والحريري، وتجاوزت العديد من القطوعات والألغام، إلى أن انفجرت الخلافات مع اندلاع انتفاضة 17 تشرين، التي دفعت بالحريري إلى الاستقالة، وترك سفينة العهد التي كانت تصارع عاصفة الانتفاضة الوطنية الشاملة، وتداعياتها الداخلية والدولية، التي أطاحت بالكثير من الآمال والأحلام التي راهن عليها فريق العهد.

فهل قطعت زيارة جنبلاط «حبل السُّـرَّة» مع الحريري وجعجع، بعدما يئس من عناد خلافاتهما الشخصية المتراكمة؟