بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيلول 2020 07:37ص جهابذة الحكم.. ليستقيلوا ويرحلوا

حجم الخط
ماذا ينتظر جهابذة السلطة ليستقيلوا ويرحلوا؟

هل البلد يستطيع أن يتحمل المزيد من العجز والإهمال والإجرام؟ كيف يواجهون ضمائرهم، إذا بقي أثر لضمير في نفوسهم، وهم يشاهدون هذه الغيوم السوداء التي حجبت الشمس عن العاصمة، وظللت سماء الوطن؟ ومن يتجرأ من أهل الحكم لتبرير إندلاع حريق ثالث في المرفأ خلال أقل من أربعين يوماً؟ النيران التي إشتعلت في العنبر.... أمس ، أحرقت قلوب اللبنانيين حزناً على مصير وطن أصبح رهينة حفنة حكام هم أعجز عن التصدي للمشاكل والمصائب التي أوقعوا البلاد والعباد فيها، ومع ذلك ما زالوا يلهثون وراء مصالحهم وثرواتهم وأنانياتهم، فيما الشعب يتلوى في جحيم الفقر والعوز والبطالة، ويسعى شبابه للهجرة فراراً من الإنهيارات المدمرة لطموحاتهم وآمالهم ومستقبلهم.

 أجواء الهلع والرعب التي سادت مناطق بيروت ساعات طويلة بعد ظهر أمس، أعادت مشاهد الزلزال الذي داهم أحياء العاصمة في إنفجار ذلك اليوم الأسود من آب، ودمّر المنازل والمستشفيات ودور العبادة والمؤسسات العامة والخاصة، وشرد الآلاف من العائلات من بيوتها.

 مرة أخرى كشف الحريق الثالث حجم عجز فرق الأطفاء والدفاع المدني عن مواجهة مثل هذه الكوارث، وعدم دراية المسؤولين، كباراً وصغاراً، في الحفاظ على سلامة المؤسسات العامة، وعدم إتخاذ الإجراءات الإستباقية الضرورية لعدم تكرار وقوع الكوارث بمثل هذه السهولة، وبمثل هذه السرعة القياسية في تلاحق الحرائق، الواحد تلو الآخر خلال بضعة أيام فقط.

 حريق الأمس المشبوه أثار الكثير من الشكوك حول هوية المتورطين والمحرضين والجهات التي تقف خلفهم. كما طرح علامات إستفهام كبيرة حول التوقيت الذي إندلع فيه الحريق الثالث خلال أقل من أربعين يوماً، في ظل التعثر المستمر في تأليف الحكومة العتيدة بسبب تمسك الأطراف السياسية والحزبية بعقلية المحاصصات، وحسابات الربح والخسارة، ضاربة عرض الحائط بمصالح البلاد والعباد وما يُعانونه من ضغوط الفقر والعوز تحت وطأة الإنهيارات المالية والمعيشية التي يتخبط فيها لبنان.

 التبريرات الرسمية الساذجة لم تعد تنطلي على أحد، لا من اللبنانيين ولا من الدوليين، ولكنها تؤكد إدانة المسؤولين بالفساد والعجزوالإهمال!