بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الأول 2023 12:05ص جولة باسيل وحدها لا تكفي!

حجم الخط
جولة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على بعض القيادات السياسية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، قد تساعد على كسر الجمود السياسي الذي يشل أوضاع البلد، بسبب القطيعة غير المسبوقة في الحركة السياسية في لبنان.
ولكن هذه الجولة لا تكفي، ولا تحقق الأهداف المرجوة منها، إذا لم تُستكمل بخطوتين أساسيتين. الأولى أن تشمل كل القيادات السياسية والحزبية، وخاصة القوات اللبنانية والكتائب وتيار المردة. والثانية أن تُسفر عن طرح مبادرة سياسية، واقعية وعملانية، وتتضمن خطوات مدروسة لتحقيق الإختراق المنشود في الإستحقاق الرئاسي، عشية مرور سنة كاملة على الشغور في المنصب المسيحي الأول في هيكلية الدولة اللبنانية. 
الحديث عن تحصين الجبهة الداخلية، لا يُثمر على أرض الواقع شيئاً، إذا بقي مجرد كلام على فنجان قهوة، والإكتفاء بالصورة الإعلامية، للإدعاء أن التيار الوطني أكثر من غيره حرصاً على رص الصفوف، لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلد. 
إن نجاح الخطوة التي أقدم عليها باسيل يتطلب أولاً إعادة النظر بمواقف التيار السابقة لإندلاع حرب غزة، وتداعياتها على الوضع اللبناني عامة، وجنوباً بشكل خاص، بحيث يفتح الباب لتفاهمات قادرة على إنتاج تسويات متوازنة، لإخراج البلد من دوامة المراوحة الراهنة، التي تنهش بما تبقّى من مقومات الدولة وسلطتها. وذلك على سبيل المثال لا الحصر، المبادرة بإعلان عودة وزراء التيار إلى جلسات مجلس الوزراء، والتجرؤ على إتخاذ قرار بإنهاء مقاطعة «تشريع الضرورة»، ومشاركة نواب التيار في الجلسات النيابية لمناقشة وإقرار مشاريع القوانين الضرورية. 
ولكن إعادة النظر بالمواقف السابقة ليست مطلوبة من التيار الوطني وحسب، بل هي خطوة وطنية بإمتياز على الأطراف السياسية والحزبية الإقدام عليها بأسرع وقت ممكن، ليستطيع لبنان مواجهة التهديدات والتحديات التي يطلقها العدو الإسرائيلي، مستضعفاً القدرات اللبنانية بسبب حالة الإنقسامات المهيمنة على الوضع الداخلي. 
فهل نراهن على صحوة وطنية من القيادات السياسية والحزبية؟