بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2019 12:43ص جيش الوطن ودرع المواطن

حجم الخط
محاولات زج الجيش في مواجهة المتظاهرين وقمع الإنتفاضة مستمرة، بأشكالٍ مختلفة، وبأساليب متعددة، بدأت تظهر طلائعها في المجابهات التي جرت في جل الديب، بين المغاوير وشباب وشابات من المحلة كانوا يحاولون إقفال الأوتوستراد.

 للمرة الأولى منذ إندلاع الإنتفاضة قبل شهر تقريباً، تظهر عناصر المغاوير على  الأرض، وتستخدم القوة الخشنة ضد الشباب، بما فيها الضرب بالعصى الخشبية، وتوقيف بعضهم، وجرهّم  بعنف ظاهر إلى السيارات العسكرية.

السلوك الذي تميزت به المؤسسة الوطنية الكبيرة، حرص على الإبتعاد عن الخلافات الداخلية، والإنقسامات السياسية، تاركة السلطة السياسية أن تتدبر أمرها، دون زج الجيش بمواجهة مع شعبه.

عندما هبت المعارضة ضد رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري في خريف عام  ١٩٥٢، وأعلنت الإضراب العام والعصيان المدني، حاول الرئيس الإستعانة بالجيش لقمع الإنتفاضة الشعبية، ولكن قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رفض زج الجيش في مواجهة مع الشعب الغاضب، فكان أن إستقال «بطل الإستقلال» في اليوم الثالث للإضراب العام، أي بعد ثلاثة أيام فقط من إنطلاقة الإنتفاضة.

 تكرر المشهد نفسه عام ١٩٥٨ في «الثورة» ضد الرئيس كميل شمعون، والتي تخللتها مواجهات مسلحة بين أنصار المعارضة والقوى الأمنية التي لم تستطع مواجهة الثوار، فكان أن حاول الرئيس شمعون تكليف الجيش النزول إلى الشارع، ولكن «أبو الجيش» اللواء شهاب رفض ذلك.

المشهد الثالث المشابه حصل مع العماد ميشال سليمان، عندما تجاوز قرار السلطة  السياسية في عهد الرئيس أميل لحود بمنع التظاهرات والتجمعات في ساحة الشهداء التي دعت قوى المعارضة يوم ١٤ آذار، فكانت تعليمات العماد سليمان بتسهيل وصول الحشود الشعبية إلى ساحة الشهداء، وحماية المشاركين في هذه التظاهرة المليونية الاضخم التي عرفها لبنان، وأطلقت تاريخها «١٤ آذار»، على أول تحالف سياسي وحزبي يتجاوز الإنقسامات الطائفية.

أما المشهد المعاكس فحصل خلال ولاية الرئيس سليمان فرنجية عندما استخدم الجيش في المعارك الدائرة إبان الحرب الداخلية، فكان أن إنقسم الجيش، وإلتحق العسكر كل بمنطقته، وإلتحق بعضهم بقوى الأمر الواقع.

موقف العماد جوزيف عون بتحييد الجيش عن الصراع الداخلي، والإكتفاء بمنع حوادث الشغب، وحماية المتظاهرين، هو إلتزام تاريخي للجيش الوطني بإحترام حرية التعبير، وعدم الخوض في زواريب السياسة ووحولها الوسخة.

تحية وطنية لجيش الوطن ودرع المواطن وللقائد جوزيف عون.