بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 شباط 2024 12:05ص حراك الإعتدال: تأمين النصاب أولاً

حجم الخط
الحراك النيابي الذي تقوم به كتلة الإعتدال لعقد جلسات تشاورية في مجلس النواب، يمكن القول أنه حقق بعض الإختراقات في مواقف الأطراف السياسية المتصلبة، ويُمهد الطريق للخروج من حالة الجمود القاتلة، التي هيمنت على الإستحقاق الرئاسي، في الأشهر الأخيرة. 
هذا التجاوب السريع من مختلف الكتل النيابية، وخاصة نواب المعارضة والتغيير، يوحي بشيء من التفاول الحذر، نظراً لإنعدام الثقة أساساً بين الأطراف السياسية من جهة، ولوجود مجموعات من الكمائن والألغام التي توصل إلى توافق نيابي لتمرير الإنتخابات الرئاسية في أقرب فرصة ممكنة. 
قبل الخوض في التفاصيل، لا بد من التسليم بالخطوات التأسيسية، والتي لا بد منها لضمان العودة إلى الجلسات الإنتخابية المستمرة. في مقدمة تلك الخطوات إلتزام كل الكتل النيابية، أو على الأقل الكتل الكبيرة: التنمية والتحرير(أمل)، الوفاء للمقاومة(حزب الله)، الجمهورية القوية(القوات اللبنانية)، لبنان القوي(التيار الوطني الحر)، تجدد( مستقلين)، حزب الكتائب، التغييريين على إختلاف ألوانهم وتسمياتهم، على الإستمرار بتأمين نصاب الثلثين طوال الجلسات، مهما طالت كل جلسة، ومهما بلغ تعداد الجلسات.
لأن نصاب الثلثين ، أي ٨٦ نائباً، يبقى الأساس الذي لا غنى عنه لتأمين سير العملية الإنتخابية بشكل سليم، ووفق النصوص الدستورية، رغم وجود بعض الإجتهادات التي تفتي بضرورة توفير النصاب في الجولة الأولى من الجلسات الإنتخابية فقط، على أن تعتبر الجلسات المفتوحة لاحقاً، دستورية بمقاييس حضور الأكثرية النيابية، أي ٦٥ نائباً وحسب. 
الرئيس نبيه بري، لم يوافق على مشاركة كتلته في المشاورات النيابية وحسب، بل تعهد بالدعوة لعقد الجلسات المفتوحة، بمجرد تلقِّيه إلتزاماً مكتوباً من الكتل النيابية المعنية بالحضور الدائم والمستمر للجلسات الإنتخابية، وعدم تطيير النصاب عند أول إشارة لعدم فوز مرشح كتلة ما، فتكون النتيجة الخروج من الجلسة وتطيير نصاب الثلثين. 
من المستبعد أن يتم التوافق بين أطراف الفسيفساء النيابية على مرشح واحد، وهو ليس مطلوباً في الأساس، حسب مواصفات ونقاشات اللجنة الخماسية، لأن المهم أن تجري الإنتخابات وفق القواعد والأعراف الدستورية، والتي تقضي بالإقتراع السري في صندوقة الإقتراع، طالما أن التزكية متعذرة في ظل الإنقسامات العامودية التي تُعطل الحركة السياسية في البلد. 
حركة كتلة الإعتدال ليست بعيدة عن منطلقات اللجنة الخماسية، ولكن الشياطين تكمن دائماً في التفاصيل!