بيروت - لبنان

11 آذار 2019 12:03ص حكايات من دبي (5) الأسد في دبي مرّتين!

حجم الخط
كلمات الشيخ محمد بن راشد تنضح بعاطفة مميّزة تجاه سوريا: «بالنسبة لي إحدى أهم دول المنطقة، سوريا الحضارة، سوريا العروبة، سوريا الطبيعة والجمال والتاريخ والثقافة».
في نهاية التسعينيات زار بشار الأسد دبي، وكان يتحضر لاستلام السلطة من والده الرئيس حافظ الأسد، وكان برفقته صديقه مناف مصطفى طلاس.
حاول الشيخ محمد أن يقضي أطول فترة ممكنة معه، بعيداً عن أعين الرقابة والرجال المحيطين به، فطلب من أحد المرافقين الذهاب مع وفد بشار في السيارة، واصطحبه بسيارته التي كان يقودها شخصياً، وفجأة طلب الشيخ محمد من الموكب المرافق الانعطاف يميناً، فيما انعطف هو يساراً، «في لحظة سينمائية»، فما كان من سيارات الموكب إلا أن توقفت على الفور ونزل منها رجال أمن بشار، وركضوا بسرعة نحو السيارة التي يجلس فيها الأسد إلى جانب مضيفه حيث سأله: ما الذي يجري؟ فأخبره الشيخ محمد بأنه أراد أن يريه الجانب الحقيقي لدبي بعيداً عن الرسميات.
تلك كانت مفارقة ذات مغزى في مجريات الزيارة.
في الزيارة الثانية، جاء الأسد إلى دبي وهو رئيس للجمهورية، وكان جل اهتمامه الاستفادة من تجربة دبي لتطوير الإدارة والعمل الحكومي في سوريا. «كيف تدير حكومة دبي مدينتها؟» سأل الأسد مضيفه حاكم دبي. وكان حديث طويل حول تجربة الانفتاح وتبني فكر حكوميّ يقترب من فكر القطاع الخاص، حيث تُدار الحكومة بعقلية القطاع الخاص، سواء من ناحية الخدمات والتميّز فيها، أو لجهة إنفاق الأموال بطريقة فيها الكثير من الكفاءة أو من خلال تدريب وتطوير الكوادر وبناء القيادات.
وخلال الزيارة زار الأسد المؤسسات التي تُعنى بتحديث الأداء الإداري، وإعداد الكوادر، وفي مقدمتها كلية دبي للإدارة الحكومية. أبدى الرئيس السوري إعجابه بتجربة دبي، مؤكداً عزمه على تكرارها في سوريا.
ولكن رياح العاصفة التي هبّت على سوريا، أغرقت البلد في دوامة الدمار والدماء، وأوقعت ٤٠٠ ألف قتيل، وتسببت بنزوح خمسة ملايين سوري خارج سوريا، وستة ملايين نازح في الداخل، و٤٠٠ مليار دولار خسائر الدمار والخراب في البنية التحتية!
(غداً: انقلاب على دولة الاتحاد)