بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 آذار 2019 12:00ص حكايات من دبي (٤) «مهبط» أصبح المطار الأول في العالم!

حجم الخط
يتحدث الشيخ محمد بن راشد عن رحلته مع والده الراحل الشيخ راشد آل المكتوم إلى لندن في صيف عام ١٩٥٩، وكأنها قفزة نحو المستقبل، لأن هدفها الأساسي كان الاتفاق مع سلطة الوصاية البريطانية على إنشاء مهبط طائرات في دبي، لوصل الإمارة مباشرة بأنحاء العالم.
كان الإنكليز يعتبرون مطار الشارقة، حيث قاعدتهم العسكرية، كافياً لتأمين حاجات «الإمارات السبع المتصالحة»، كما كانت تسمى في فترة قبل الانسحاب البريطاني، وتكريس استقلال هذه الإمارات الصغيرة، والتي كانت تفتقد إلى أبسط مقومات النهوض والتنمية.
ولكن الشيخ راشد، الذي جعل من خور دبي مرفأ ناشطاً، كان يتطلع إلى مكانة دبي التجارية في المنطقة المحيطة بها عبر إنشاء مرفأ جوي أيضاً. كان الشاب اليافع الشيخ محمد إلى جانب والده عندما دخلا إلى «١٠ داونينغ ستريت»، مقر رئاسة الحكومة البريطانية، لمناقشة موضوع المطار مع رئيس الحكومة يومذاك هارولد ماكميلان، الذي وافق بعد نقاش طويل مع حاكم دبي، على إنشاء «مهبط طائرات» في دبي. ولكن هذا المهبط سرعان ما تحوّل إلى مطار تولى الشيخ محمد بتكليف من والده الحاكم، مسؤولية تطويره في أواسط السبعينات، بإضافة عدة مبان، وفي اعتماد سياسة الأجواء المفتوحة لاحقاً، مع خطة لتنشيط السياحة في الإمارة الحالمة.
يعتبر الشيخ محمد بن راشد أن المطار ليس مجرد وسيلة لتسهيل تنقل الناس من وإلى البلد، بل هو الواجهة للدولة، ويجسّد قوة الدولة أو المدينة التي يمثلها، ويمثل حضورها على الخريطة العالمية، سياحياً وتجارياً. لذلك كان ذهوله كبيراً عندما شاهد، لأول مرّة، الحركة المكتظة في مطار لندن، بأعداد هائلة من الناس، وتلك الحركة التي لا تهدأ في المطار الأول في أوروبا.
اليوم وبعد حوالى خمسين سنة ونيّف، تفوّق مطار دبي على حجم الحركة في مطار لندن، وأصبح «مهبط الطائرات» مطلع الستينيات، المطار الأول في العالم بعد حوالى ستين سنة!
المستحيل وجهة نظر، والعالم يفتح الأبواب لمن يعرف ماذا يريد. يقول حاكم دبي.
تُرى هل نعرف، نحن في لبنان، ماذا نريد؟ إنه التحدّي الذي يواجه الطبقة الحاكمة مع كل مطلع شمس!!
بعد غد: (بشار الأسد في دبي)
«..» - دبي