الإعلام الخليجي، والميديا السعودية خاصة، منشغلة هذه الأيام بالمشروع الاستراتيجي الضخم الذي أطلقه ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، لإنشاء مدينة عصرية أسماها «نيوم»، تتوّج رؤية 2030، وتجسّد أهداف النقلة النوعية التي يسعى الأمير الشاب إلى تحقيقها منذ تولى مسؤولياته القيادية إلى جانب والده الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ستقوم منطقة «نيوم» على مساحة 26500 كيلومتر مربع، أي ضعفين ونصف عن مساحة لبنان، وستة أضعاف عن مساحة إمارة دبي مثلاً، في ناحية الشمال الغربي للمملكة، وفي أجواء مناخية مقبولة، حيث الجبال القريبة يصل ارتفاعها إلى 2500 متر، وتبلغ أطوال شواطئها حوالى 864 كلم، وتصل امتداداتها إلى أراضي مصر والأردن، الأمر الذي سيُضفي الطابع الإقليمي على المشروع.
خصصت الحكومة السعودية وصندوق الاستثمارات السعودية 500 مليار دولار للمراحل الأولى، التي ستكون مفتوحة أمام مساهمات القطاع الخاص، بهدف مشاركة رؤوس الأموال السعودية والخليجية في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي، والمستقبلي بكل ما للكلمة من معنى.
ستركز منطقة «نيوم» على قطاعات استثمارية جديدة ومتخصصة بالتكنولوجيات المتطورة، مثل مستقبل الطاقة والمياه والتنقل، ومستقبل الغذاء والعلوم التقنية والرقمية، ومتطلبات التصنيع المتطوّر، فضلاً عن الاهتمام بمستقبل الإعلام والتصنيع الإعلامي والترفيه، وصولاً إلى توفير معايير حديثة للمعيشة، تواكب مستوى وأنماط القطاعات السابقة.
اختيار موقع المشروع استغرق وقتاً طويلاً من الدرس والتقييم، حيث يطل على ساحل البحر الأحمر، الشريان الاقتصادي الأنشط للتجارة العالمية، كما أن الموقع يُعتبر محوراً قارياً يربط بين ثلاث قارات مجاورة: آسيا وأوروبا وافريقيا، مما يتيح لـ70 بالمائة من سكان العالم الوصول إليه خلال 8 ساعات كحد أقصى، مما يُشجّع المستثمرين العالميين على الانخراط في مشاريع المنطقة وتطويرها وتنميتها وإعمارها، وتحقيق الأرباح المجزية.
«نيوم» عنوان الحلم السعودي الجديد، الذي يُعبّر عن طموح ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، وحماس كل الشعب السعودي، بشيبه وشبابه، للانطلاق على دروب التنمية المستقبلية، والتطوير والتحديث، والتغلب على الصعوبات والتحدّيات التي قد تعترض هذه المسيرة الأولى من نوعها في تاريخ المملكة السعودية.
«نون...»