بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 أيلول 2019 12:04ص خيار الحرب والسلام في الإنتخابات الإسرائيلية

حجم الخط
الإنتخابات الإسرائيلية المبكرة التي جرت أمس، أبرزت أهمية الصوت الإنتخابي العربي في ظل الإنقسامات السياسية العاموديّة بين الأحزاب والقوى الإسرائيلية المؤثرة.

 الكتلة النيابية العربية في الكنيست تستطيع أن تلعب دوراً مهماً في ترجيح كفة أحد المتنافسين على رئاسة الحكومة، وخاصة بين الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو، وحزب ازرق أبيض بزعامة رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس.

 لا مجال للرهان على إختلاف كبير في مواقف الحزبين من أسس السياسة الإسرائيلية والحفاظ على يهودية الدولة العبرية، ولكن ثمة فارق مفصلي في توجهات الليكود وأزرق ابيض في أسلوب التعاطي مع الفلسطينيين، والتعامل مع العملية السلمية المترنحة بسبب سياسة نتانياهو المتشددة ضد الفلسطينيين، والمعارضة لإتفاقات أوسلو، والاصرار على إستكمال مخططات التوطين وابتلاع الاراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستوطنات، فضلاً عن التنصل من الالتزامات مع السلطة الفلسطينية، وقطع المفاوضات معها.

 أما حزب غانتس فهو اقرب إلى الموقف التاريخي لحزب العمل الذي قاد عمليات السلام مع الاردن والفلسطينيين، والذي وقع زعيمه المغدور إسحاق رابين أول إتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات في البيت الأبيض بواشنطن، وبرعاية مباشرة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.

 حزب أزرق أبيض مع استنئاف المفاوضات مع الفلسطينيين، وإيجاد حلول للمواجهات المسلحة مع غزة، سعياً لتحقيق الأمن المفقود لسكان المستعمرات الفلسطينية في عسقلان والمناطق القريبة من القطاع، مقابل توفير إنفراج إقتصادي ومعيشي لقطاع غزة، عبر المعابر الإسرائيلية المقفلة منذ فترة في إطار الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.

 وتبين المتابعة الإعلامية لخطاب غانتس السياسي ان حزب ازرق ابيض يتطلع الى إعادة تنشيط العملية السلمية مع العرب، والتي تعرضت الى تجميد كامل في سنوات حكم نتانياهو، والتخلي عن مخططات الليكود في ضم وادي الاْردن إلى السيادة الإسرائيلية، والسعي لإيجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة والتي تعيق الوصول إلى «سلام ما» مع الفلسطينيين والعرب.

 نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستحدد مزاج خيار الإسرائيليين بين إستمرار تحديات الحرب مع الفلسطينيين، والذهاب إلى السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في الداخل الاسرائيلي!