بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الأول 2020 06:09ص رحمة للعالمين.. لا لصغار الحاقدين!

حجم الخط
تحل ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، والعالم الإسلامي يتعرض لواحدة من أشرس المعارك، لتشويه سمعة الدين الحنيف، والتطاول على كرامة سيد المرسلين، في موجة جديدة من إثارة النعرات الديماغوجية في الشارع الأوروبي ضد الإسلاموفوبيا، متسترين بشعارات حرية التعبير، والثقافة العلمانية، والصحافة الموضوعية المزعومة.

 عملية ذبح المدرس الفرنسي جريمة مستنكرة ومُدانة، بأقسى عبارات الإستنكار والإدانة، وهي لا تمت إلى مبادئ الإسلام، ولا إلى أخلاق النبي العربي بصلة، لا نصاً، ولا تفسيراً، ولا إجتهاداً.

 ولكن لا يمكن عزل أجواء الإستفزاز التي أثارتها الصور المسيئة لنبي الإسلام التي كان المدرس المقتول يعرضها عنوة أمام تلاميذه المسلمين، دون الأخذ بعين الإعتبار الحد الأدنى من مشاعر طلاب في عقدهم الثاني، ويشعرون بالإهانة والمذلة لأن رسولهم، ومثلهم الأعلى في الحياة، يتعرض لحملات من السخرية والتشنيع، عدوانًا وإفتراءاً، لا يمكن إستمرار تجاهل تداعياتها، الإجتماعية والثقافية، وما قد تثيره من ردود فعل عنفية في أوساط الشباب.

 وما أن إندلعت الشرارة الأولى، حتى سارعت أصوات المزايدات والإصطياد في المياه العكرة، لإستغلال التطورات الدراماتيكية المتسارعة، وتوظيفها لأهداف سياسية وأنانية ومصلحية، وغابت في الوقت نفسه مواقف أهل الإعتدال والحوار والإنفتاح، التي تنشط عادة في تطويق ردود الفعل وحصرها في أضيق نطاق ممكن، وأدى دخول الرئيسين الفرنسي ماكرون، والتركي أردوغان، إلى تسييس النقاشات، وتحويلها إلى حرب كلامية مفتوحة، تصب الزيت على المشاعر المشتعلة، وتطلق العنان لمحاولات التطرف والتلاعب بالعواطف الدينية!

في هذا اليوم التاريخي الأغر، لا ضرورة للتأكيد على أن شخصية سيد المرسلين، ورسالته السماوية الخالدة، والتي إنتشرت في إنحاء المعمورة، وجمعت أمماً وشعوباً، تعددت أصولها، وتنوعت ألوانها، وإختلفت لغاتها، وتوزع إنتشارها على مشارق الأرض ومغاربها، وتجاوز تعدادها مليار ونصف المليار من البشر، ستبقى رحمة للعالمين، ولن تنزلق إلى مستوى صغار الحاقدين على الدين الحنيف ورسوله العظيم.