بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 كانون الثاني 2018 12:00ص زيارة القدس دعم أم تطبيع..؟

حجم الخط
تركزت مناقشات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس حول مسألة جوهرية، تباينت حولها آراء المحاضرين، وتتعلق بأحد أساليب دعم أهالي القدس إزاء خطوات الاحتلال الإسرائيلي، الماضية في تهويد المدينة المقدسة.
الموضوع الذي استحوذ على مساحة من النقاش، يدور حول دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للحاضرين، وللجماهير العربية، القيام بزيارات إلى القدس، وإشعار المقدسيين أن العرب، مسلمين ومسيحيين، معهم في تصديهم اليومي لممارسات الاحتلال الوحشية، وللتعبير أيضاً عن تمسكهم بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وكل مكونات زهرة المدائن.
دعوة عباس التي كررها أكثر من مرّة في خطابه، واتخذت طابع النداء المُلحّ، حظيت بتأييد وتشجيع بعض المحاضرين، وقوبلت بتحفظ من آخرين، فيما حذّر فريق ثالث من تداعيات مثل هذه الخطوة على القضية برمتها.
المؤيدون اعتبروا أن إقبال المسلمين والمسيحيين على زيارة القدس، يُشجّع المقدسيين على الصمود، ويخرق الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الاحتلال على أهالي المدينة العرب، لدفعهم إلى مغادرة أحيائهم، وبيعها لليهود!
المتحفظون نصحوا بالتريث في التعاطي مع هذه المسألة بالغة الحساسية، ودرسها مع المراجع السياسية العربية المعنية، والتأكد من عدم تعارضها مع قرارات الشرعية الدولية، خاصة لجهة الاعتراف بسلطة الاحتلال على القدس!
الرافضون للزيارات الجماهيرية أعربوا عن وجهة نظر مفادها أن مثل هذه الخطوة تتعارض مع مبادئ المقاطعة العربية للعدو الإسرائيلي، وتؤدي إلى الوقوع في مثالب التطبيع، وتؤجج أجواء الخلافات والانقسامات في الصف العربي، الذي يعاني أصلاً من غياب سياسات التضامن والتنسيق بين الدول العربية!
أما موقف الأزهر الذي عبّر عنه د. عباس شومان، الذي يشغل منصب وكيل الأزهر الشريف، وأحد المقرّبين من الإمام الأكبر د. أحمد الطيّب، فقد رجّح كفة التريث، وإخضاع هذه المسألة لمزيد من الدرس والتمحيص، وعدم التسرّع في اتخاذ أي موقف مع أو ضد، والوقوف على آراء المراجع العربية المعنية، لذلك غابت هذه النقطة عن البيان الختامي للمؤتمر!
ويبقى السؤال: كيف سيدعم العرب والمسلمون صمود أهالي القدس، ونضال الشعب الفلسطيني البطل ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم؟