حاولت كتيرا أن أتجنب ما كتبت الْيَوْمَ عن دولة المافيات في البداية ... العنوان بحد ذاته جعلني أقرر عدم القراءة ولِمَ العذاب والوضع واضح وصريح في هذا الوطن كلنا سجناء المافيات ... كلنا سجناء عدم الهيبة ... كلنا سجناء كلام بذيء لا أحد يحاسب عليه ومن يتفوه به نائم على حرير .... يلا زلة لسان وتمضي والبلد في ضياع .... بعد تفكير قررت ان اقرأ ما كتب ضميرك الشغال على طول القلق دائما ... لأقرأ واقعاً أليمآً يمسك بِنَا ليس باستطاعتنا الرحيل ولمن نترك البلد؟؟ وليس باستطاعتنا البقاء والتآلف مع الوضع ... منذ سنوات كانت الموضة هي نزع السلاح وصمتت شهرذاد عن الكلام المباح اما الْيَوْمَ ما أحلى السلاح امام استهداف الفكر والعقل والتفكير .... فالحلم بدولة قوية طبيعية وهذا حق طبيعي لكل مواطن يصبح هزيلاً امام تطور التصاريح واختزال الوطن وابتلاع الفكر ان لنا دولة مؤسسات .... نحن الآن نعيش فراغاً كبيراً يبتلعنا .... يبتلع احلامنا ..... أيامنا .... فقل لي أين المفر .... حاولت وحاولنا كثيرون مثلي ألا نسمع اخباراً أو برامج سياسية أو تصاريح صاروخية لنكتشف انهم في داخل حياتنا .... وفرحنا الناقص ... وماذا بعد صار الوطن كباشاً وشد حبال من يرخي قبل يخسر .... والوطن ليس هكذا وليس من المفترض ان يكون هكذا...!! وماذا بعد ... والوطن اصبح مجموعات وعصابات ... والبعض يهجم والبعض يدافع والشعب يتأرجح ... وسط جزيرة احلامهم المدمرة .... ببساطة أنا مللت وغيري وغيري ... وفكرنا وين ... وأفكارنا وين وثقافتنا وين .... وايضاً تربيتنا وين؟؟؟ انهم يسرقوننا في وضح النهار .... انهم يختزلون دولتنا ... ولا أحد يحاسبهم .... انهم يسرقون واقعنا .... ببساطة كلنا مللنا ولَم يعد ينفع الكلام ....فقل لي أين نحن ... في وطن لا زال حتى الآن يبحث عن الحل ... وطن مقيد .... بالأوهام والخوف .... وطن بلا دولة مؤسسات كما قال ضميرك انت إنما دولة مافيات .... للأسف .... انها كلمة وجودها الآن هو نجم الساحة ... ومع هذا وطني ليس بازاراً وشد حبال .....