بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تموز 2020 08:24ص سلطة زمن الموت من الجوع..

حجم الخط
لم نكن نصدّق أن ثمة في لبنان من يموت من الجوع!

أدركنا في الأشهر الأخيرة أن نسبة الفقر تضاعفت أكثر من مرة، وأن الطبقة الوسطى سقطت بسرعة صاروخية إلى خط الفقر، وأن عجز الحكم الحالي، وفشله المتزايد في معالجة الأزمات المزمنة والطارئة، وخاصة هذا التخبط المعيب في التعامل مع صندوق النقد الدولي، وإستمرار التراجع في سعر صرف الليرة اللبنانية، سيجر الويلات على البلد.

ولكن ما حصل أمس تجاوز كل التوقعات: ربّ عائلة ينتحر برصاصة في شارع الحمرا بسبب العوز والفاقة، وعجزه عن تأمين لقمة العيش لعائلته، وآخر يسير على الطريق نفسه، ويغادر معاناته الموجعة بشنق نفسه بحبل كان يُفترض أن يكون أداة نجاة للمهددين بالموت، غرقاً في بحر الأزمات التي تتقاذف البلاد والعباد، في ظل سلطة تتصرف وكأنها في غيبوبة قاتمة.

المحامي التونسي البوعزيزي الذي أضطر أن يبيع الخضار على عربته ليكسب قوت أسرته، أحرق نفسه بعدما فقد الأمل من عدالة دولته، فكان أن أطاح بأعتى نظام بوليسي كان يتحكم بمصير الأجيال التونسية.

في لبنان، حادثا إنتحار في يوم واحد، ولم تهتز ضمائر المعنيين، وتابعوا اللهث وراء سراب المعالجات القاصرة، وعديمة الرؤى، وكأن مآسي الناس من الغلاء الفاحش، وآلام البطالة، تنزل عليهم برداً وسلاماً، وكأنهم غير مسؤولين عن مصير هذا الشعب البائس، والمبتلى بهذه المنظومة السياسية الفاسدة والعاجزة.

ورغم أن هذا المصير يهدد الآلاف من أرباب العائلات، فقد بقي غضب الناس بارداً،وكأن اليأس بدأ يأكل آمال الشباب وطموحاتهم في التغيير الديمقراطي المنشود، والتخلص من هذه الطبقة الحاكمة بالتي هي أحسن، تحت ضغط الإنتفاضة الشعبية العارمة، التي أشعلت الشوارع والساحات في المناطق اللبنانية لأسابيع طويلة، قبل أن تُداهم الكورونا البلد، وتُجمدالحراك الغاضب، وبل كل أنماط الحياة .

فهل خسر الشباب رهانهم الكبير أمام هذه المنظومة الماكرة، ويئسوا من إمكانيةإصلاح ما أفسده السياسيون؟